لقاء خامنئي مع بشار وراء استقالة وزير خارجية إيران.. ظريف يؤكد شعوره بتجاهل مرشد الثورة الإيرانية لدوره في الحكومة.. اجتماع طارئ للجنة الأمن والسياسة بالبرلمان.. و«عراقجي» أبرز الخلفاء
تزامنًا مع زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إيران، واستقباله من قبل المرشد الأعلي للثورة الإيرانية "آية الله على خامنئي"، أعلن وزير الخارجية الإيراني مساء أمس بشكل مفاجئ استقالته من منصبه كوزير خارجية البلاد، معتذرًا عن مواصلة عمله، الأمر الذي أثار ضجة كبري في كافة البلاد، وأثار تساؤلات العديد حول القرار المفاجئ الذي اتخذه الوزير جواد ظريف.
استقالة وعتاب
جاء مع إعلان ظريف استقالته عبر صفحته الخاصة على موقع "إنستجرام"، رسالة قال خلالها: "أعتذر لكم عن أي تقصير وقصور بدر مني خلال مدة خدمتي، وأشكر الشعب الإيراني والمسئولين".
وفي رسالة أخرى قال ظريف: إنه بعد نشر صور المقابلة بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي والرئيس السوري بشار الأسد في طهران دون حضوره لم يعد هناك أدنى احترام لوجوده في منصب وزير الخارجية، لذلك أعلن استقالته.
صراع حزبي ولقاءات منفردة
ورجحت وسائل إعلام إيرانية أن يكون الصراع الحزبي هو السبب الكامن وراء الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مستندة إلى قوله الماضي: "إن الصراع بين الأحزاب والفصائل في إيران له تأثير السم القاتل على السياسة الخارجية"، في حين ذهبت آراء أخرى إلى أن زيارة الرئيس السوري لطهران هي السبب، مستندة لتغريدته على "إنستجرام".
وأشارت صحيفة أخرى إلى أن استقالة وزير الخارجية الإيراني، ربما جاءت بسبب ضغوط من عناصر محافظة عارضت دوره في التفاوض على الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2015.
وأوضحت وسائل إعلام إيرانية أخرى أن تداعيات الاستقالة جاءت بسبب تجاهل دوره وعقد لقاءات منفردة دونه، مثل اجتماع المرشد الأعلى بالرئيس السوري وغيابه أيضًا من اجتماع الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
اجتماع طارئ
وقررت لجنة الأمن والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، عقد اجتماعًا طارئًا في وقت لاحق اليوم الثلاثاء؛ لمناقشة الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، بعدما تم الكشف عن السبب الرئيسي الذي أدى إلى الاستقالة والمتمثل في "التجاهل".
ومن جانبه أكد مسئول إحتمالية أن يتراجع ظريف عن استقالته ويستأنف نشاطه في الوزارة مرة أخرى.
مرشحون محتملون
ورشحت الحكومة الإيرانية عدة أشخاص لتولي منصب وزير الخارجية الإيراني، في حالة عدم إقناع ظريف بالعودة لمنصبه مرًة أخرى، ومن بين أبرز المرشحين المحتملين عباس عراقجي، المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، لتولى حقيبة الخارجية بشكل مؤقت بدلًا من محمد جواد ظريف.
وجاء ترشيح عراقجي لتولي المنصب كونه كان بمثابة اليد اليمنى لظريف لمدة 5 سنوات عمل خلالها مساعد الوزير للشئون السياسية، إضافة إلى كونه أحد أعضاء الفريق النووي الإيراني.
ومن بين المرشحين المحتملين لتولي وزارة الخارجية الإيرانية أيضا حسين أمير عبداللهيان، الذي يتولي منصب مساعد رئيس البرلمان للشئون الدولية ونائب وزير الخارجية الإيراني الأسبق للشئون العربية والأفريقية.
عمود الاتفاق النووي
ويُعد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني والسياسي والأكاديمي، صلب نظام الثورة وعمود الاتفاق النووي، كونه مؤيد الدبلوماسية العلنية، وعمل نحو ربع قرن في الأمم المتحدة، حيث شغل منصب وزير الخارجية في إيران منذ أغسطس 2013 بعدما اختاره روحاني إثر تسلمه رئاسة البلاد في الشهر نفسه- لحقيبة الخارجية، وذلك لمهاراته الخطابية وإتقانه اللغة الإنجليزية.
وقاد ظريف فريق المفاوضين الإيرانيين وسعى لتجنب الصدام، وتمكن مع فريقه المفاوض من التوصل إلى اتفاق نووي مع ممثلي مجموعة "5+1" الغربية، وهو الاتفاق الذي خرجت منه الولايات المتحدة العام الماضي.