حوار عن السيسي و«حديث الكبرياء»!
سألني صديقي كما يسألني دائما عندما تختلط عليه الأمور: ماذا تستنتج من رد السيسي القوى على المراسل الأجنبي في ختام القمة العربية الأوروبية؟!
قلت: أول استنتاج؟
قال: نعم
قلت: أن رده القوي السابق في مؤتمر الرئيس ماكرون لم يكن مجرد انفعال!
قال: إزاي ؟
قلت: الرؤساء يقدرون المؤتمرات الصحفية لأنها واجهة المناسبات ويقدرون ضيوفهم من زوار بلدانهم.. وبالتالي لا يمكن ما جرى في المؤتمرين أن يكون انفعالا.. إنما هو ردود مقصودة.. لا تتم إلا ممن لديه حسابات جيدة مع كل هؤلاء!
قال: إزاي كمان ؟!
قلت: باختصار.. مصر لم تعد تخشى أحد.. مصر لعبت جيدا على فكرة تبادل بل وتشابك المصالح.. لا عواطف في الموضوع وبالتالي هؤلاء يحتاجون مصر، لهم معنا مصالح، ولم تعد العلاقات من طرف واحد!، وبالتالي يدرك الرئيس سقف ردود الأفعال ولم يعد يخشى شيئا.. وهنا الخشية ليست شخصية إنما لم يعد يخشى شيئا على مصر!
قال: وإيه الاستنتاج الثاني؟
قلت: إن المصريين يرتبون أولوياتهم جيدا.. وقد أعادوا تذكيرنا بترتيبها امس!
قال: إزاي تاني ؟
قلت: سهلة وواضحة جدا.. المصريون عندهم الكرامة أهم من أي شيء.. ومستعدون من أجل ذلك التضحية بأي شيء.. ومن يقبلون التضحية بأنفسهم وأبنائهم من أجل كرامتهم ووطنهم سيتحملون أي شيء آخر حتى لو كان ارتفاع الأسعار.. أزمتنا أن لا أحد يخاطب ويشرح للناس بشكل جيد.. ولو قلت للناس إن الرئيس يتكلم بقوة بسبب ما تحملوه، لأدركوا أنهم شركاء معه في رفع قيمة بلدهم وكرامته!
قال: والاستنتاج الثالث؟!
قلت: وأنت لم تتوصل لأي شيء؟، تستسهل أن تسأل؟، من يفعلون مثلك يكونون فريسة سهلة لإعلام الشر!
قال: بلاش غلط ورد على سؤالي.
قلت: هل سمعت في القمة أو في أي حوار علني أو حوار جانبي أو سؤال في المؤتمر الصحفي، أو في أي نشرة أخبار، أو أي خبر صحفي شيئا عن شيء اسمه "صفقة القرن"؟!.. أو أي كلام عن صراعات مذهبية أو طائفية؟!
قال: لا.. صحيح والله.. فعلا لم أنتبه لا لعدم وجود السيرة دي، ولا الكلام عن دي!
قلت: خلاص.. افهم بقي لوحدك !!