رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد كريمة يرد على سخرية مواقع التواصل من مقولة «جاء أعرابي»

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة

قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن علم الحديث النبوي ينقسم إلى نوعين «رواية» يتعلق بالسند الخاص بالحديث و«دراية» يتعلق بنص الحديث، مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بالرواية فقد وضع العلماء شروطًا فيما يعرف بالتوثيق المبكر للحديث النبوي الشريف فاشترطوا التقاء الراوي والمروي عنه في نفس العصر، كما أن الإمام البخاري اشترط أن يكون الراوي التقى بالمروي عنه.


وأشار إلى أن ممن اختصت به الأمة المسلمة في الأحاديث هو السند و«العنعنة» وهى قولهم رواية فلان عن فلان عن فلان، موضحًا أن سبب تكرار لفظ جاء أعرابي، هو أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يقلون من الأسئلة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هيبة وإجلالًا، وكانوا يتطلعون لمجيء أعراب «وهم سكان البادية» يستفسرون من النبي عن أشياء تخص أمور دينهم، مؤكدًا أن التعبير بقول «جاء أعرابى» على الرغم من تكراره فهو حقيقي ويفيد أن مجيء أعرابى لسؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن حالة دينية.

وأضاف «كريمة» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أنه إذا كان هذا تخلص من سند أحاديث كما يدعي البعض لبطلت الأحاديث المروية وفيها هذه الواقعة، مستشهدًا برواية في أحد الأحاديث تقول "عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها" موضحًا أن هذا الخبر حكم العلماء بانقطاعه وذلك لأن خالد لم يكن في عصر السيدة عائشة، موضحًا إلى أنه في الروايات المتكررة في صحيح البخاري نجد تكرار الرواى والمروي عنه في كثير من الأحاديث.

وأوضح عضو هيئة التدريس بالأزهر أن على الناس إرجاع الأمور إلى علماء التخصص، مشددًا أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أضرارها أكبر من نفعها وفتحت باب الاجتراء على العلماء كما أنها أصبحت سلاحا للتشهير.

وسيطرت حالة من الغضب بين الأوساط الدينية، بعد انتشار موجة من السخرية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين تجاه أحد الألفاظ المستخدمة كثيرًا في رواية الأحاديث النبوية أو الأحكام الفقهية وهي قول "جاء أعرابي" أو "سأل أعرابى" حيث ادعى أصحاب حملات السخرية تلك أن الكثير من علماء الأحاديث والفقهاء كانوا يمارسون نوعًا من "الاستسهال" في رواية الأحاديث أو الحكم الشرعي وبدلًا من ذكر سند الحديث بشكل كامل يكتفى بقول "جاء أعرابي" أو سأل أعرابي" دون تحديد بيانات أو صفات هذا الشخص.
الجريدة الرسمية