رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي حافل في شرم الشيخ.. السيسي يترأس ختام القمة العربية الأوروبية.. يبحث مع أمير الكويت الحفاظ على الأمن القومي العربي.. ويلتقي رؤساء وزراء إيطاليا ولبنان ورئيس المفوضية الأوروبية

فيتو

شهد اليوم نشاطا رئاسيا حافلا حيث ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.


التحديات
وشهد اليوم الثاني من القمة العربية الأوروبية استئناف بيانات الوفود العربية والأوروبية، والتي أكدت ضرورة تعزيز آليات الشراكة القائمة بين العالمين العربي والأوروبي، واستعرضت أهم التحديات والفرص القائمة في هذا الصدد، كما اتسمت بقدر من المصارحة حول رؤى ومواقف كل دولة تجاه عدد من التهديدات الإقليمية المشتركة وسبل مواجهتها، كالإرهاب والهجرة غير الشرعية وبؤر النزاعات المتفشية بالمنطقة.

الجلسة الختامية
وانتهت القمة أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث تم اعتماد البيان الختامي للقمة، والذي عكس أبرز القضايا الإستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي وأهمها تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وسُبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وكذلك عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022، كما ألقى الرئيس البيان الختامي للقمة، والذي ركز بدوره على القيمة المضافة من انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من ناحية تقريب الرؤى وتوفيق وجهات النظر في إطار مساعي بلورة رؤية إستراتيجية مشتركة تجاه نقاط التماس الإستراتيجية بين الجانبين العربي والأوروبي.

أمير الكويت
واستقبل الرئيس السيسي صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.

ورحب الرئيس السيسي بأخيه أمير الكويت في مصر؛ مؤكدًا اعتزاز مصر الكامل بالروابط الوثيقة والأزلية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي تستمد متانتها ورسوخها من علاقاتهما التاريخية وإيمانهما بوحدة الهدف والمصير.

وأكد الرئيس أهمية استمرار البناء على حجم الزخم الذي تشهده أطر التعاون الثنائى بين البلدين في شتى المجالات، فضلًا عن دفع آليات التشاور والتنسيق المتبادل بشأن مجمل القضايا والتطورات المتلاحقة في منطقتنا العربية.

العلاقات المتميزة
من جانبه؛ ثمن الشيخ صباح العلاقات المتميزة والأخوية بين البلدين، مؤكدًا استمرار الموقف الكويتي الثابت والداعم لأمن مصر واستقرارها، ومتمنيًا لمصر قيادةً وشعبًا دوام الرخاء والازدهار.

وأعرب أمير الكويت عن تقدير بلاده العميق للجهود المصرية التي تقوم بها على الساحة العربية تعزيزًا لمسار التضامن والعمل العربي المشترك، وعلى نحو يرسخ من دعائم السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وتطرق اللقاء إلى تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تضافر الجهود العربية في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة حفاظًا على الأمن القومي العربي، وأن تكون الحلول المطروحة للأزمات الإقليمية نابعة من المنطقة، بما يسمح للشعوب العربية أن تحدد مصيرها بنفسها على نحو يلبي تطلعاتها في العيش في سلام وأمن.

رئيس وزراء إيطاليا
واستقبل الرئيس السيسي، جوزيبي كونتي، رئيس وزراء إيطاليا، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.

ورحب الرئيس السيسي بلقاء رئيس الوزراء الإيطالي ومشاركته في أعمال القمة العربية الأوروبية، معربًا عن تقديره للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتطلعه لأن تمثل زيارة كونتي إلى مصر قوة دفع جديدة لتطوير تلك العلاقات التي تستند إلى روابط تاريخية عميقة ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وثقافية.

من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء الإيطالي حرص بلاده على توثيق أواصر التعاون الثنائي مع مصر، لا سيما في ظل ما تشهده العلاقات بين البلدين من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة، مشيدًا بالتقدم الملموس في مصر على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومؤكدًا ما تمثله بالنسبة لإيطاليا والقارة الأوروبية جمعاء كدعامة محورية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

"ريجيني"
وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تطرق الجانبان إلى آخر التطورات المتعلقة بالتحقيقات الجارية في مقتل الطالب الإيطالي "ريجيني"، والتعاون المشترك بين الدولتين للكشف عن ملابسات القضية والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة.

وجرى مناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، لاسيما في ظل ما تتيحه المشروعات القومية الجاري تنفيذها في مصر من فرص متميزة، خاصةً مشروع تنمية محور قناة السويس ومشروعات تداول الطاقة، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

الملف الليبي
وتطرق اللقاء كذلك إلى استعراض آخر تطورات الملف الليبي، حيث أكد الرئيس ثوابت الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا بدعم من الأمم المتحدة، يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، بالشكل الذي يحافظ على وحدة ليبيا الشقيقة وسلامتها الإقليمية ويساعد على استعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية فيها.

وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي عن تقدير بلاده للدور الفعال الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار والأمن في ليبيا، موجهًا الشكر في هذا الصدد إلى الرئيس على المشاركة في القمة المصغرة بشأن ليبيا، والتي عقدت في شهر نوفمبر الماضي بمدينة باليرمو في إيطاليا وهدفت إلى التشاور بشأن سبل التوصل إلى استعادة الاستقرار في ليبيا.

وشهد اللقاء أيضًا تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع في عدد من بؤر النزاعات بالقارة الأفريقية، لا سيما منطقة القرن الأفريقي، كما تم التباحث في هذا الصدد بشأن آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين في أفريقيا، خاصةً في ضوء تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، مع إمكانية تركيز هذا التعاون على المجالات التنموية من خلال استثمار نشاط الوكالة المصرية للتنمية بالقارة، وذلك استكمالًا للنموذج الناجح للتعاون بين البلدين في تدريب الكوادر الأفريقية في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر.

رئيس المفوضية الأوروبية
ورحب الرئيس السيسي برئيس المفوضية الأوروبية ووفد الاتحاد الأوروبي المشارك في القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها بشرم الشيخ، والتي تعكس بدورها عمق العلاقات التاريخية بين الدول العربية والدول الأوروبية، وأهمية تعزيز التعاون والحوار المتبادل بين الجانبين في ضوء المصالح والتحديات المشتركة التي تواجه منطقة المتوسط.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي اليوم جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.

وأعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز مختلف أوجه التعاون الثنائي والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة واستمرار التنسيق المشترك مع الاتحاد الأوروبي في ظل ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، خاصةً الروابط التجارية، حيث يعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، مؤكدًا اهتمامنا بتعزيز استثمارات الاتحاد في مصر.

من جانبه، أعرب رئيس المفوضية الأوروبية عن تقدير الاتحاد الأوروبي للعلاقات القوية والمتميزة التي تجمع بين مصر والاتحاد، مؤكدًا رغبة الاتحاد في مواصلة دفع التعاون مع مصر على مختلف المستويات، في ضوء المصلحة المشتركة في التصدي للتحديات التي تواجه منطقة المتوسط، وبالنظر إلى ما تمثله مصر من مركز ثقل للمنطقة، ومشيدًا في هذا الإطار بالرؤية المصرية لتحقيق التنمية الشاملة بالبلاد، وبجهودها الحثيثة في مكافحة الإرهاب، وتجربتها الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.

مصر
وأكد يونكر اهتمام الجانب الأوروبي بالتنسيق الجاري مع مصر حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة؛ لا سيما العربية والأفريقية منها، خاصةً مع تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، حيث أبرز الرئيس أهم الأولويات المصرية في هذا الصدد على صعيدي التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية.

وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية، كملف عملية السلام والأزمتين الليبية والسورية، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة والتي تسهم بشكل أساسي في تفشي ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها ومقدرات شعوبها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لأبنائها، كما تم تأكيد أهمية التنسيق العربي الأوروبي في هذا الصدد لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، بما فيها من خلال الحفاظ على دورية انعقاد القمم العربية الأوروبية خلال الفترة المقبلة كفرصة جيدة للتشاور المباشر والبناء وتبادل وجهات النظر وتكثيف التعاون بين الجانبين.

رئيس الوزراء اللبناني
كما التقى الرئيس السيسي سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ.

وجدد الرئيس التهنئة لرئيس وزراء لبنان بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، معربًا عن تمنيات مصر له ولحكومته بالنجاح بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني في تحقيق المزيد من التقدم والأمن والاستقرار، ومبديًا التقدير لحرص الحريري على المشاركة في القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ، لا سيما وأنها تعد أول زيارة خارجية رسمية له بعد تسلمه رئاسة الحكومة الجديدة.

النزاعات الإقليمية
وجدد الرئيس في هذا الصدد موقف مصر الداعى إلى النأي بلبنان عن النزاعات الإقليمية، حرصًا على لبنان في المقام الأول وحفاظًا على استقرار المنطقة، وللحيلولة دون ترك المجال أمام قوى خارجية للعبث بالسلم المجتمعي للدول العربية وزعزعة أمنها.

من جانبه؛ أكد رئيس الوزراء اللبنانى اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، والتي تقوم على أسس من التضامن والأخوة، معربًا عن تقدير بلاده للجهد المصري في دعم لبنان في كافة المجالات، وكذلك كركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بها والمنطقة العربية ككل، مشيدًا بالتجربة المصرية الراهنة المبنية على أولوية النجاح التنموي، ومعتبرًا إيهًا نموذجًا يحتذى به في دول المنطقة.

مكافحة الإرهاب
وتناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات، كمشروعات الكهرباء والبنية التحتية والطاقة، كما تم تأكيد أهمية تعزيز علاقات التبادل التجاري بين مصر ولبنان والعمل كذلك على تعظيم حجم الاستثمارات المتبادلة.

وتطرق اللقاء كذلك إلى استعراض المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع في سوريا وتأثيراتها الإقليمية، فضلًا عن جهود مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بالمنطقة.
الجريدة الرسمية