رئيس التحرير
عصام كامل

«السودان» و«الجزائر».. والبحث عن انتصار للجماعة!


إن كان حال الإخوان يقول إن طموحهم توقف في "تونس"، وانتهى في "مصر"، وسحق في "سوريا"، وتجمد في "الأردن"، فإن أي مراقب يعرف كيف يفكر الإخوان لتوصل إلى نتيجة سريعة تقول إنهم سيبحثون عن أي نصر سريع في أي مكان آخر يعيد للمعنويات الإخوانية وجودها، ويؤكد للعالم أن الجماعة لم تزل قادرة على الفعل، وأنه يمكن الاعتماد عليها. 


فضلا عن الوصول للسلطة في بلدان أخرى أو المشاركة فيها يوفر ملاذات آمنة تكون إضافية أو احتياطية، إن تبدلت في تركيا والدوحة المواقف والسياسات!

في كلا من "السودان" و"الجزائر" يوجد "إخوان"، وفي كليهما كانوا مؤثرين وكانوا في السلطة أو بالقرب منها وحولها. في السودان الشقيق عجلت ضغوطهم وحماقاتهم بانفصال الجنوب، حيث كان طرحهم ضد المواطنة والتعايش للجميع و"السودان للكل".

أما "الجزائر" الشقيقة فقد شهدت ما يمكن تسميته بـ"عقد الدم"، نظرا لما جرى في التسعينيات، عندما قفزت جبهة الإنقاذ الجزائرية بقيادة "عباس مدني" للسلطة وتدخل الجيش الجزائري لمنع تغيير شكل الدولة، وقاد الفريق "خالد نزار" وزير الدفاع وقتها عملية إطاحة الجبهة من السلطة.

ولم يستغرق ذلك وقتا طويلا، لكن ما جرى بعد ذلك هو ما أدى إلى الانهيار الكبير هناك، بعد تحول الجزائر إلى بحور من الدم لتشهد بلد المليون شهيد مأساة أخرى بعد أقل من ثلاثة عقود على تحريرها من الاستعمار الفرنسي، واستمرت الاضطرابات حتى وقت قريب!

السطور السابقة لا علاقة لها بالأوضاع الداخلية في كلا البلدين الشقيقين، وربما فيها ما يستحق التغيير والوفاء بمتطلبات ومطالب شعبية. إذ ما يعنينا هنا هو محاولة استثمار الأحداث في اتجاه محدد قد يغير بالفعل- إن تحقق- معادلات كثيرة في المنطقة، ويبدو الحشد الإعلامي الإخواني جليا ليس في الاهتمام المبالغ فيه بالأحداث هناك، وإنما أيضا بالتحريض على اتساعها واستمرارها.

ونندهش من عدم اتخاذ البلدين أي موقف ضد دولة تحرض من على أراضيها قنوات ناطقة بالعربية على الفوضى والثورة فيها؟!
الجريدة الرسمية