رئيس التحرير
عصام كامل

تغريدات الإفتاء تهز عرش الجماعة.. كتائب إلكترونية تهاجم الدار بشراسة على وسائل التواصل الاجتماعي.. تحاول جلب تعاطف دولي لإعادة النظر في قضية التنظيم.. وباحث: «رأي المؤسسة ديني وليس سياسيًا»

دار الأفتاء المصرية
دار الأفتاء المصرية

هزت تغريدات دار الإفتاء المصرية لليوم الثاني على التوالي، عرش جماعة الإخوان الإرهابية، وتباينت ردود الأفعال، حول التغريدات المتواصلة التي نشرتها دار الإفتاء على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وهاجمت فيها التنظيم بشدة، واعتبرت أتباعه خوارج العصر.


دمار باسم الدين

طلقات الإفتاء، استهدفت صلب برنامج الجماعة ومكنون أفكارها، وأشارت بوضوح ربما لأول مرة في تاريخ المؤسسة، إلى أن التنظيم نشر الدمار والخراب باسم إقامة الدين، وأكدت أن الجماعة عبر تاريخها لم تقدم أي منجز حضاري يخدم الوطن والدين، إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة.

ساعات طويلة مرت كالدهر على الإخوان، لتخرج بعدها، الكتائب الإلكترونية في سلسلة اتهامات موازية، حرفت فيها تصريحات دار الإفتاء، وجعلتها تحريض على القتل، وحاولت تسييس التغريدات، بسبب ثناء المؤسسة الدينية، على ما تقوم به الدولة وجيشها وشرطتها في مقاومة الجماعات الإرهابية، واعتباره من أعلى أنواع الجهاد، لتنطلق الكتائب الإلكترونية الإخوانية، تهاجم الداعمين للمؤسسة الدينية، وذلك بعد يومين من إعدام المتهمين بأحكام قضائية، باغتيال النائب العام.

تجديد الخطاب الديني

ورغم تباين الآراء حول صحة ما تقوم به دار الإفتاء من مساندة للدولة على طريقتها، وظهور آراء معارضة لها، خوفا من تصدي البعض لمحاسبة أفراد الجماعة بمعزل عن الدولة، إلا أنه كان هناك نشاط إلكتروني واسع، مؤيد لدار الإفتاء المصرية، لما تقوم به من مجهودات لمحاربة الجماعات الإرهابية، والتي تستخدم التفسيرات المغلوطة للدين من أجل إشباع غريزة القتل والتسلط لديها.

تنوعت أشكال دعم الإفتاء، وطالبها البعض بتجديد الخطاب الديني، والتعامل بشكل مباشر وواضح مع النصوص الدينية، التي يتم صبغها بالقدسية، واقتطاع الآيات القرآنية من سياقها، بما يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية، وتحديد مواقف واضحة على المستوى العربي والإسلامي، يرفض أي تسيس للدين، ويستأصل أي جماعة تنسب نفسها إلى الإسلام، وتخلط العمل الدعوي بالسياسي بالاجتماعي بالسري.

رأي ديني وليس سياسيا

يرى منير أديب، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، أن الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة، غالوا في الدين، موضحا أن تغريدات دار الأوقاف، تعبر عن رأي المؤسسة الدينية بفروعها المختلفة في التنظيم، مؤكدا أن الخطباء والأئمة في المساجد يتفقون على ذلك.

وأكد أديب أن الإفتاء، لم تتحدث عن قتل الإخوان، أو خلافه، كما تروج على صفحاتها، هي تحدثت فقط عن الجماعة باعتبارها من الخوارج، ولم تقر أي نوع من المواجهة بشأنها، ولا يفهم من التغريدات والفيديوهات التوضيحية، ما يحث الناس على قتل الإخوان، بل توجيه إعادة نشر أقوال وردت منذ عشرات السنوات.

واختتم: رأي المؤسسة الثابتة منذ القدم، لم يجعل أي مصري، يتوجه إلى أعضاء الإخوان، أو حتى الجماعة الإسلامية المسلحة والاقتصاص منهم وقتلهم بمعزل عن الدولة، رغم كل ما ارتكبوه من عنف ودماء، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية