رئيس التحرير
عصام كامل

إرهاب الإخوان.. وضرورة المتابعة


لعل كلمة الشرف من الكلمات ذات المدلول المعنوي، والذي أحيانا لا يكون واضحا لمن يتحدث عن الشرف، لكن هذه الكلمة بمعانيها تتجسد تجسدا واضحا ظاهرا في أسمى صورها ومعانيها في المقاتل المصري من الجيش والشرطة الذي يستشهد بعزيمة لا تلين، وقوة تفوق الصلب، وتغالب الجبال من أجل الحفاظ على أرض مصر من دنس أهل الشر، وأبناء الفئة الضالة من الجماعات الإرهابية الذين استوطنوا أرض سيناء الطاهرة بالتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية خلال حكمهم المقيت للبلاد..


لذا سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى نقل العديد من أعضائها الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى أرض سيناء الطاهرة مع من انضم إليهم من إخوان الداخل، وذلك لاعتقادهم بأنهم يستطيعون أن يكونوا قوة تقف في وجه رجال الجيش والشرطة البواسل، وهذا ما أكده العديد من قادتهم قبل ثورة 30 يونيو.

اعتقد الإخوان الإرهابيون أنهم قادرون على عزل شبه جزيرة سيناء عن مصر، وخططوا لذلك بالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي وبعض الدول التي كانت تسعى إلى السيطرة على مصر من أجل استمرار تلك الجماعة في الحكم، لتنفيذ المخططات بتقسيم المنطقة وإثارة الفوضى وتدمير الجيوش الوطنية.

وعندما خاب أملهم في سيناء اتجهوا إلى الداخل، وقبل أن نتحدث عن الإرهابي الذي يحمل السلاح ينبغي الحديث عن الدول التي مولته، وقد كشفت مؤخرا إحدى الصحف الأمريكية النقاب عن ضلوع قطر في تمويل الإرهاب في العالم، وطالبت الرئيس ترامب بسحب القواعد الأمريكية من قطر لأنها تستقوي بها..

وقد يتساءل إنسان عن ظهور كراهية ترامب للإخوان الإرهابيين ومعه الكثير من أعضاء الكونجرس، وكشف الصحف الأمريكية لتمويل قطر، وبين ضلوع المخابرات الأمريكية في الإشراف على تمويل الإرهاب في سيناء واحتضان الإخوان الإرهابيين؟

طبعا المخابرات الأمريكية تعمل بنظام محدد لا علاقة له برئيس أمريكا نفسه؛ فالإخوان الإرهابيون هم أداة المخابرات الأمريكية وجواسيسهم في البلاد المختلفة منذ أكثر من ثمانين عاما، وبالتالي لا يمكن أن تتخلى عنهم، ولذلك عارضت قرار ترامب لإدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وعطلت هذا القرار إلى الآن..

ومن المعلوم أن هذه المخابرات الأمريكية هي ثمرة من ثمار الموساد الإسرائيلي، وبالتالي تتلاقى المصالح في إجهاد رجال الجيش والشرطة بالإرهابيين عن طريق الأداة المسماة بالإخوان الإرهابيين، والذين تدربهم تركيا ومخابراتها وأجهزتها على العمليات الإرهابية ضد مصر في سيناء..

وقد اعترف السلطان التركي أردوغان بأنه أرسل آلاف الدواعش لسيناء، وهذا الاعتراف مسجل بالصوت والصورة. ونتيجة هذه الحرب الشرسة استطاع رجال الجيش أن يقضوا على عدد كبير من هؤلاء الإرهابيين، مما ساعد على وضع حد لعملياتهم النوعية، ولكن يوميا يسقط شهداء أبرارا في صفوف الجيش والشرطة في سبيل حماية الوطن، وآخرهم إصابة واستشهاد ضابط وأربعة عشر مجندا من أطهار الوطن عندما قامت العناصر الإرهابية بمهاجمة أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، وقامت قوة الارتكاز الأمني بالتصدي للعناصر الإرهابية والاشتباك معها، وتمكنت من القضاء على سبعة أفراد تكفيريين.

ثم كانت عملية تفجير إرهابي نفسه في الدرب الأحمر، واستشهاد أميني شرطة وضابط، واتضح أنه إرهابي من عناصر الإخوان الإرهابيين المنتشرين في الوطن كخلايا السرطان، وهنا نشيد بيقظة الأجهزة الأمنية، كما نتمنى أن تتم متابعة كل إخواني على أرض مصر متابعة جيدة، فكل عنصر هو إرهابي محتمل ينبغي متابعته والتأكد من بعده عن الإرهاب، ولو تم ذلك لتجنبنا كل العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر، لأنه بعد كل عملية تتم نكتشف أن خلفها إخوانيا لم يكن مسجلا أو لم يكن متابعا من الأجهزة الأمنية.

تحية إجلال وتقدير لأرواح شهداء أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين راحوا ضحية الإرهاب الأسود، لينعم الشعب المصري بالأمن والاستقرار، وستظل أرض الفيروز تروى قصص هؤلاء الأبطال الذين دفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن تراب الوطن.
الجريدة الرسمية