رئيس التحرير
عصام كامل

رجال الإمام الجدد.. «المحرصاوي» يشرف على مرصد الأزهر.. و«مهنا» لمركز الترجمة و«فؤاد» يدير أكاديمية الدعاة.. حالة فراغ بعد رحيل محمد عبد السلام عن المشيخة.. و«الطيب&#

شيخ الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الشريف والمحرصاوي وفؤاد

تسبب رحيل المستشار محمد عبد السلام، المستشار القانوني السابق لشيخ الأزهر الشريف، الذي قدم استقالته وعاد إلى منصبه القضائى كمستشار في مجلس الدولة، في ترك حالة من الفراغ الكبرى داخل المشيخة، نظرًا لما ما كان موكلا إليه من إدارة والإشراف على عدد كبير من القطاعات والهيئات داخل المشيخة، بحكم عمله كمستشار قانونى لشيخ الأزهر، إضافة إلى الثقة الكبيرة التي كان يضعها فيه الإمام الأكبر.


رحيل «عبد السلام» أحدث فراغًا كبيرًا داخل عدد من الإدارات المهمة بالأزهر التي كان يشرف عليها، ما دفع شيخ الأزهر لإسناد إدارة تلك المؤسسات لمن يمكن تسميتهم بـ«رجال الإمام» في المشيخة، وهم مجموعة من الأشخاص الذين يتمتعون بثقة ومحل تقدير لدى شيخ الأزهر، نظرًا لما قدموه من جهود مميزة في خدمة رسالة الأزهر الشريف، من خلال أعمالهم طوال السنوات الماضية.

«مرصد الأزهر لمكافحة التطرف».. من أهم القطاعات التي كان يشرف عليها المستشار محمد عبدالسلام، وكان صاحب فكرة إنشائه، والذي افتتحه شيخ الأزهر عام 2015 لرصد ومتابعة ومجابهة الأفكار والأيديولوجيات المتطرفة التي تتبناها الجماعات الإرهابية بشتى أنواعها، وكذلك للوقوف على أحوال المسلمين في جميع أرجاء العالم، والتركيز على نشر صحيح الإسلام، وإبراز دوره في دعم قيمة الإنسان والإنسانية، وذلك باثني عشر لغة حية، إضافة إلى متابعة كل ما يُنشر عن الإسلام والمسلمين على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومراكز الدراسات والأبحاث المعنية بالتطرف والإرهاب، والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات، والرد عليها من خلال لجان متخصصة.

وتم إسناد مهمة الإشراف على المركز إلى الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، بجانب عمله كرئيس للجامعة، حيث يتمتع بثقة كبيرة من قبل الإمام الأكبر، نظرًا لجهده المتميز الذي قدمه منذ توليه منصب رئاسة جامعة الأزهر العام الماضي، حيث نجح «المحرصاوي» في إحداث حراك كبير داخل الجامعة، من خلال الجولات الميدانية التي يقوم بها في شتى الكليات، إلى جانب عمله على فتح نوافذ جديدة لجامعة الأزهر، من خلال التوسع في عملية حصول كليات الجامعة على الجودة والاعتماد من قبل الهيئة القومية لضمان وجودة التعليم، كما أصدر شيخ الأزهر قرارًا بتولى الدكتور محمد مهنا، الإشراف على مركز الأزهر للترجمة، وهو المركز الذي وجه الإمام الأكبر بإنشائه في عام 2016، ويضم عدة أقسام من اللغات الأجنبية، للقيام بخدمة جميع قطاعات الأزهر الشريف وهيئاته، في كل ما يتعلق بمجال الترجمة المعتمدة إلى اللغات المختلفة.

ومن أبرز الأسماء التي تم إسناد مناصب جديدة لها داخل المشيخة الدكتور عبدالمنعم فؤاد العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، والذي صدر قرار من شيخ الأزهر له بتولي الإشراف على أكاديمية الأزهر لتدريب وتأهيل الدعاة والوعاظ التي افتتحها الأزهر مؤخرًا، من أجل تدريب الأئمة والوعاظ بأحدث الوسائل والأشكال، التي تؤهلهم للقيام بمهامهم بعد التخرج من الأكاديمية، وكذلك الإشراف على الأروقة الأزهرية، والتي تعمل على تنظيم العديد من الفعاليات واللقاءات داخل الجامع الأزهر وخارجه، والتي تعمل من خلالها على تقديم الإجابة على أهم التساؤلات التي تشغل الرأى العام والمجتمع المصري بشكل عام.

عباس شومان.. تقليم أظافر الرجل الثاني
مقابل الثقة التي منحها الإمام الأكبر لـ«د. المحرصاوي» وبقية قيادات المشيخة، كان الدكتور عباس شومان أو «الرجل الثاني» بالأزهر كما يطلق عليه الكثيرون، على موعد مع سيناريو «سحب المناصب والصلاحيات»، فـ«شومان» الذي كان أحد أكثر الأسماء التي تحظى بثقة كبيرة لدى شيخ الأزهر خلال توليه منصب وكالة الأزهر على مدار الأعوام الماضية، قبل أن يصدر في شهر ديسمبر الماضي قرار من شيخ الأزهر بتولى الشيخ صالح عباس منصب تسيير أعمال منصب وكيل الأزهر، بعد رفض الجهات المسئولة التجديد لـ«شومان» لفترة جديدة، بعد انتهاء ولايته، ليستمر «شومان» بعدها في عمله كأمين عام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أحد أهم المؤسسات داخل الأزهر، والهيئة ذات المرجعية الكبرى للمسلمين في القضايا الدينية، وبعدها أصدر الإمام الأكبر قرارًا بتعيين شومان مشرفًا على لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، في محاولة منه لإبقاء الرجل في دائرة الاهتمام، ومنذ أيام صدر قرار بتجريد «شومان»من كافة مناصبه السالف ذكرها، وعودته كعضو هيئة تدريس بالجامعة.

واختلفت أقوال المصادر التي تحدثت إليها «فيتو» داخل المشيخة عن أسباب ذلك القرار المفاجئ، ففى الوقت الذي أكد فيه البعض أن «شومان» هو من تقدم باستقالته من المنصب، رأى فريق آخر أنه تمت إقالته من قبل شيخ الأزهر، بناءً على تقارير صادرة من جهات رقابية.

ترتيب البيت
وطبقًا لمصدر مطلع داخل الأزهر فإن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أراد بعد رحيل المستشار محمد عبدالسلام أن يعيد ترتيب بعض الأمور داخل المشيخة من خلال إسناد مهام الإشراف على بعض المؤسسات والقطاعات داخل المشيخة إلى مجموعة من علماء الأزهر، الذين يتمتعون بقدر كبير من الثقة لدى شيخ الأزهر، نظرًا لما قدمه كل منهم في إدارة المؤسسات التي كانت موكلة إليهم.

المصدر ذاته أشار إلى أن الإمام الأكبر ينتظر صدور قرار رسمى من الجهات المختصة بتعيين وكيل للأزهر بشكل رسمى، موضحًا أنه رشح بالفعل الدكتور محمد حسين المحرصاوي رئيس الجامعة، والدكتور عادل الخراشى عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، لتولي منصب الوكيل، وتم إرسال الأسماء بالفعل إلى مؤسسة الرئاسة للتصديق على إحداها خلال الفترة المقبل.

"نقلا عن العدد الورقي"...
الجريدة الرسمية