رئيس «القومي للبحوث»: ننتظر موافقة «الصحة» لتطبيق علاج السرطان بالذهب على الإنسان
- إنتاج ملابس مقاومة للميكروبات تستخدم في المستشفيات والعمليات الجراحية
- بعض الباحثين يتحايلون على القانون حتى لا يعودوا من البعثات الخارجية
- نحاول تصنيع فلاتر تحلية المياه بالتعاون مع الإنتاج الحربي
- نحاول استنباط أنواع جديدة من القمح يكون لها القدرة على تحمل الجفاف
- أنتجنا "بسكويت" يعالج التقزم وسجلنا 29 براءة اختراع العام الماضي
- ساهمنا في جعل 10 قرى خالية تماما من فيروس سي
- أصحاب المصانع يلجئون للخامات المستوردة من الخارج.. ولدينا خامات أفضل بسعر أقل
- إنتاج أنواع من الطحالب لعلاج بعض الأمراض الجلدية
هو المركز البحثي الأكبر في مصر والشرق الأوسط، أنشئ عام 1956 ليضم 14 شعبة، تتكون من 109 أقسام بحثية في الهندسة والزراعة والصناعة والأغذية والتكنولوجيا الحيوية والصناعات الكيماوية، وغيرها من العلوم المتنوعة، ليشمل كل التخصصات تقريبا، كما أنه يحتوي على 5 مراكز تميز، و76 وحدة ذات طابع خاص تقدم الاستشارات لرجال الأعمال والمستثمرين في مصر والعالم، يضم المركز أيضا 4000 عالم حاصل على شهادة الدكتوراه، بالإضافة إلى 1400 طالب ماجستير ودكتوراه، ونحو 2000 عامل فني وسكرتارية وأعمال معاونة.
إنه المركز القومي للبحوث الذي حاورت "فيتو" رئيسه الدكتور محمد هاشم، حيث أعلن عن توصل المركز لمراحل متقدمة في مشروع علاج السرطان بالذهب خاصية "النانوجولد" بانتظار موافقة "الصحة" لتطبيقه على الإنسان، وأعلن أيضا خلال الحوار تعاقد المركز مع شركة لإنتاج الملابس المقاومة للميكروبات، يمكن أن يستخدم في المستشفيات وملابس العمليات الجراحية، كما أعلن أن المركز في طريقه لإنتاج أنواع من الطحالب لعلاج بعض الأمراض الجلدية، ونسجلها حاليا كمكمل غذائي، وإلى التفاصيل:
• كم عدد الأبحاث التي تخرج من المركز سنويا، وكم عدد ما تم تطبيقه منها؟
في العام الماضي فقط، نشر المركز القومي للبحوث ما يقرب من 2300 بحث دولي، وسجلنا 29 براءة اختراع، ومنذ إنشاء المركز هناك ما يقرب من 56 ألف بحث منشور، وما يزيد على 220 براءة اختراع، وأصدرنا كتابا يحوي المنتجات البحثية القابلة للتنفيذ الفوري التي يمكن تطبيقها، وبالفعل قمنا بتطبيق 26 منتجا على أرض الواقع.
• ما أهم الأبحاث وبراءات الاختراع التي تم تطبيقها على أرض الواقع؟
تعاقدنا حاليا مع شركة لإنتاج الملابس المقاومة للميكروبات، حيث توصلت أبحاثنا لنوع جديد من الأقمشة يقاوم الميكروبات، يمكن أن يستخدم في المستشفيات وملابس العمليات الجراحية، ونحن في طريقنا الآن لإنتاج أنواع من الطحالب، وبالفعل سجلنا أنواعا منها لعلاج بعض الأمراض الجلدية، ونسجلها حاليا كمكمل غذائي، ولدينا براءات أيضا في مجال الطاقة وتصنيع الخلايا الشمسية بمعرفة وتقنية مصرية 100%، ويوجد لدينا أبحاث مميزة جدا في الأغذية الوظيفية التي تعالج بعض الأمراض، ووضعنا خطة لتغذية مدرسية على مستوى عالٍ لمكافحة بعض الأمراض في أماكن معينة، وبالفعل أنتجنا نوعا من البسكويت يُباع حاليا، ويوجد به مواد غذائية تساعد الأطفال على النمو، وتكافح أمراض التقزم، خاصة وأن هناك بعض المحافظات بها نسبة عالية من التقزم، وبعد أن تم توزيع هذا البسكويت على المدارس بتلك المحافظات تحسنت الأمور كثيرا.
• هل هناك أشكال أخرى للواجبات الاجتماعية يقوم بها المركز القومي للبحوث بخلاف الأبحاث العلمية والتطبيقية؟
بالفعل نفذنا مشروعا قويا جدا وهو "قرية خالية من فيروس سي"، وقمنا بدراسة معدلات الإصابة بالمرض في القرى، وتوعية المواطنين بالعلاج، وحققنا نتائج بالفعل وأصبح الآن هناك 10 قرى خالية تماما من فيروس سي، كما أننا نطلق قوافل طبية في مجال العلاج في طب الأسنان والزراعة والصناعة، فحققنا نحو 50 قافلة طبية في بعض المناطق الريفية، وعالجنا الكثير من المواطنين.
• كيف يواجه المركز الأخطار التي يمكن أن تهدد أمن مصر؟
يعمل المركز القومي للبحوث من خلال خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 من ناحية الابتكار والعلوم، وأحد جوانب هذه الخطة هي أبحاث الطاقة وأبحاث المياه، لذا فإننا نبحث في مجال تصنيع فلاتر تحلية المياه سواء مياه بحار أو مياه صرف صحي، وهذا هو هدفنا الأساسي حاليا، لأن الفترة المقبلة تحتاج إلى أن يوجد لدينا مصادر متنوعة من المياه، خاصة بعد أزمة سد النهضة، وبالفعل نحاول تصنيع فلاتر التحلية بالتعاون مع الإنتاج الحربي، كما أننا نحاول استنباط أنواع جديدة من المحاصيل مثل القمح، يكون لها القدرة على تحمل الجفاف، كما أن لدينا قسم الهندسة الزراعية يبحث في الأساليب الحديثة لأنظمة الري لاستخدام أقل كمية من المياه، وبالنسبة للصناعات النسيجية التي تحتاج إلى الكثير من المياه في التصنيع، بحثنا كيفية إعادة تدوير المياه لاستخدامها أكثر من مرة، وننظم أيضا حملات توعية لترشيد استخدام المياه، وبالنسبة للتغيرات المناخية فقد أنشأنا مركز تميز لدراسات التغيرات المناخية بمعاونة الصين، وسوف نتناول في هذا المركز دراسة تأثيرات التغيرات المناخية من جميع نواحي الطبية للتأثير على الإنسان والزراعة والمياه والتصحر وغيرها.
• حدثنا عن آخر تطورات مشروع علاج السرطان بالذهب للدكتور مصطفى السيد وآخر الأبحاث التي توصل إليها مع الفريق البحثي بالمركز؟
لدينا مجموعة بحثية كاملة تعمل على علاج السرطان بخاصية "النانوجولد" أو نانو الذهب، حيث يختلف بروتين الخلايا السرطانية عن بروتين الخلايا السليمة، لذا فعند حقن الجسم المصاب بالسرطان بالنانو جولد، فإن المادة تركز فقط على علاج الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة، وبالتالي فعند استخدام الإشعاع فإنه يتجه مباشرة للخلايا المصابة ليقتل السرطان بها، وقد وصلنا في هذا المشروع إلى مراحل متقدمة، وعالجنا به درجات مختلفة من الكائنات الحية منها القطط والكلاب، ولم يكن هناك أي آثار جانبية ضارة، وحاليا ننتظر موافقة الصحة حتى يتم تطبيق العلاج على الإنسان.
• من وجهة نظرك؛ هل يعي المواطن المصري قيمة البحث العلمي وأهميته في تحسين معيشته؟
في الحقيقة هذا هو دور الإعلام، لكن حاليا أنشئت لجنة باسم الثقافة العلمية والبحثية، وسيكون لها دور إعلامي أكثر لتعريف المجتمع بالبحث العلمي وأهمية البحث العلمي، كما كلفنا الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأن يكون لنا دور في عمل تدريب لطلاب المدارس والجامعات، وبالفعل نظمنا برنامجا تدريبيا للطلاب، بحيث يزور الطالب المركز ويقوم بعمل تجارب بسيطة تحت إشراف أساتذة من المركز، بحيث نتبنى الموهوبين منهم.
• هل يساعد التعليم في مصر على ترسيخ أهمية البحث العلمي لدى الطلاب؟
نحتاج إلى مجهود أكبر من وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن، ونحن "تحت أمر" الوزارة إذا احتاجت مساعدتنا بأي شكل من الأشكال.
• ما طبيعة العلاقة بين المركز القومي للبحوث والمستثمرين وأصحاب المصانع؟
لدينا في المركز وحدة ذات طابع خاص لخدمة رجال الأعمال والمستثمرين، حيث نُقيم أفكار ومشروعات المستثمرين التي يتقدمون بها إلينا، وذلك بشكل مجاني تماما في المرة الأولى حتى ينجح المشروع ويؤتي ثماره، وهناك بعض أصحاب الشركات يطلبون مشورتنا في المشكلات الإنتاجية التي تواجههم، لكني ما زلت أطمح أن يكون هناك تعاون أكبر من ذلك.
• هل هناك إقبال من أصحاب المصانع على تطبيق الأبحاث العلمية؟
هذه مشكلة كبيرة، لأن أصحاب المصانع وخاصة القطاع الخاص يلجئون دائما للخامات المستوردة من الخارج، على الرغم من أنه قد يتوافر لدينا خامات أفضل بسعر أقل، كما أن حلم الباحث هو أن يشاهد بحثه ومشروعه قد تم تطبيقه على أرض الواقع ويستفيد منه المجتمع.
• بالنسبة للباحث، هل ترى أن الباحثين في مصر مظلومون ماديا ومعنويا أم "واخدين حقهم"؟
مهما تحدثنا عن الباحثين فلن نفيهم حقهم، وأعتقد أن الحكومة تحاول أن تحسن من وضع الباحثين في البلد، لكن لا يبدو أن هذا كافٍ بالمرة، والدليل على هذا أن من نرسله في البعثات يُفضل البقاء في الخارج وعدم الرجوع إلى مصر مرة أخرى، ففي الخارج تقدمت الدول كثيرا، وأصبحت في حاجة شديدة إلى الفكر، وبالتالي تستقطب تلك الدول الباحثين المصريين، لكن للأسف يكون هذا الشخص قد مُوّل تمويلا كاملا من مصر، لذا يجب عليه الرجوع، إلا أن هناك بعض الباحثين يتحايلون على القانون، ويأخذون إجازات بشكل أو بآخر لأنهم لا يريدون العودة.
• هل هناك جهود قومية لجذب الباحثين للعودة مرة أخرى إلى مصر؟
بالفعل قمنا بتجربة في المركز القومي للبحوث بحيث أن الطالب الذي يعود من بعثة خارجية يتم دعمه بمشروع بحثي ممول من ميزانية المركز، بحيث ينقل ما تعلمه في الخارج إلى وطنه، لكن أحيانا يكون مبلغ التمويل غير كافٍ لكن في النهاية الميزانية محدودة، حيث خصصنا للباحث تمويلا لمشروعه على مدار عامين في كل عام يأخذ 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى الاستفادة من إمكانيات المركز، لكن في النهاية يجب أن تُعدل القوانين في الدول الأخرى بما يوجب على الباحث العودة لوطنه وأن يعود للدولة حقها.
• كم تبلغ ميزانية المركز الإجمالية وكيف يتم تقسيمها على الرواتب والأبحاث والخامات وخلافه؟
تتخطى ميزانية المركز 800 مليون جنيه، يتم صرف 60% على المرتبات، وجزء كبير أيضا يتم إنفاقه على الصيانة وأعمال البناء، ويتبقى جزء لا يتجاوز 5 أو 10% لتمويل البحوث.
• هل تكفي هذه النسبة الضئيلة في دعم البحث العلمي حتى يؤتي ثماره في مصر؟
لا نعتمد على تلك النسبة فقط، لكن هناك جهات أخرى تدعمنا مثل التقدم لمشروعات ممولة من الاتحاد الأوروبي وصندوق العلوم والتكنولوجيا، ومشروعات أخرى ممولة من وزارة البحث العلمي، إلا أننا ما زلنا نطمح في زيادة مخصصات البحث العلمي في مصر، حيث إنها في الدستور من المفترض أن تصل إلى 3% من ميزانية الدولة، إلا أنها في الواقع لم تصل حتى إلى 1%.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
• كم عدد الأبحاث التي تخرج من المركز سنويا، وكم عدد ما تم تطبيقه منها؟
في العام الماضي فقط، نشر المركز القومي للبحوث ما يقرب من 2300 بحث دولي، وسجلنا 29 براءة اختراع، ومنذ إنشاء المركز هناك ما يقرب من 56 ألف بحث منشور، وما يزيد على 220 براءة اختراع، وأصدرنا كتابا يحوي المنتجات البحثية القابلة للتنفيذ الفوري التي يمكن تطبيقها، وبالفعل قمنا بتطبيق 26 منتجا على أرض الواقع.
• ما أهم الأبحاث وبراءات الاختراع التي تم تطبيقها على أرض الواقع؟
تعاقدنا حاليا مع شركة لإنتاج الملابس المقاومة للميكروبات، حيث توصلت أبحاثنا لنوع جديد من الأقمشة يقاوم الميكروبات، يمكن أن يستخدم في المستشفيات وملابس العمليات الجراحية، ونحن في طريقنا الآن لإنتاج أنواع من الطحالب، وبالفعل سجلنا أنواعا منها لعلاج بعض الأمراض الجلدية، ونسجلها حاليا كمكمل غذائي، ولدينا براءات أيضا في مجال الطاقة وتصنيع الخلايا الشمسية بمعرفة وتقنية مصرية 100%، ويوجد لدينا أبحاث مميزة جدا في الأغذية الوظيفية التي تعالج بعض الأمراض، ووضعنا خطة لتغذية مدرسية على مستوى عالٍ لمكافحة بعض الأمراض في أماكن معينة، وبالفعل أنتجنا نوعا من البسكويت يُباع حاليا، ويوجد به مواد غذائية تساعد الأطفال على النمو، وتكافح أمراض التقزم، خاصة وأن هناك بعض المحافظات بها نسبة عالية من التقزم، وبعد أن تم توزيع هذا البسكويت على المدارس بتلك المحافظات تحسنت الأمور كثيرا.
• هل هناك أشكال أخرى للواجبات الاجتماعية يقوم بها المركز القومي للبحوث بخلاف الأبحاث العلمية والتطبيقية؟
بالفعل نفذنا مشروعا قويا جدا وهو "قرية خالية من فيروس سي"، وقمنا بدراسة معدلات الإصابة بالمرض في القرى، وتوعية المواطنين بالعلاج، وحققنا نتائج بالفعل وأصبح الآن هناك 10 قرى خالية تماما من فيروس سي، كما أننا نطلق قوافل طبية في مجال العلاج في طب الأسنان والزراعة والصناعة، فحققنا نحو 50 قافلة طبية في بعض المناطق الريفية، وعالجنا الكثير من المواطنين.
• كيف يواجه المركز الأخطار التي يمكن أن تهدد أمن مصر؟
يعمل المركز القومي للبحوث من خلال خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 من ناحية الابتكار والعلوم، وأحد جوانب هذه الخطة هي أبحاث الطاقة وأبحاث المياه، لذا فإننا نبحث في مجال تصنيع فلاتر تحلية المياه سواء مياه بحار أو مياه صرف صحي، وهذا هو هدفنا الأساسي حاليا، لأن الفترة المقبلة تحتاج إلى أن يوجد لدينا مصادر متنوعة من المياه، خاصة بعد أزمة سد النهضة، وبالفعل نحاول تصنيع فلاتر التحلية بالتعاون مع الإنتاج الحربي، كما أننا نحاول استنباط أنواع جديدة من المحاصيل مثل القمح، يكون لها القدرة على تحمل الجفاف، كما أن لدينا قسم الهندسة الزراعية يبحث في الأساليب الحديثة لأنظمة الري لاستخدام أقل كمية من المياه، وبالنسبة للصناعات النسيجية التي تحتاج إلى الكثير من المياه في التصنيع، بحثنا كيفية إعادة تدوير المياه لاستخدامها أكثر من مرة، وننظم أيضا حملات توعية لترشيد استخدام المياه، وبالنسبة للتغيرات المناخية فقد أنشأنا مركز تميز لدراسات التغيرات المناخية بمعاونة الصين، وسوف نتناول في هذا المركز دراسة تأثيرات التغيرات المناخية من جميع نواحي الطبية للتأثير على الإنسان والزراعة والمياه والتصحر وغيرها.
• حدثنا عن آخر تطورات مشروع علاج السرطان بالذهب للدكتور مصطفى السيد وآخر الأبحاث التي توصل إليها مع الفريق البحثي بالمركز؟
لدينا مجموعة بحثية كاملة تعمل على علاج السرطان بخاصية "النانوجولد" أو نانو الذهب، حيث يختلف بروتين الخلايا السرطانية عن بروتين الخلايا السليمة، لذا فعند حقن الجسم المصاب بالسرطان بالنانو جولد، فإن المادة تركز فقط على علاج الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة، وبالتالي فعند استخدام الإشعاع فإنه يتجه مباشرة للخلايا المصابة ليقتل السرطان بها، وقد وصلنا في هذا المشروع إلى مراحل متقدمة، وعالجنا به درجات مختلفة من الكائنات الحية منها القطط والكلاب، ولم يكن هناك أي آثار جانبية ضارة، وحاليا ننتظر موافقة الصحة حتى يتم تطبيق العلاج على الإنسان.
• من وجهة نظرك؛ هل يعي المواطن المصري قيمة البحث العلمي وأهميته في تحسين معيشته؟
في الحقيقة هذا هو دور الإعلام، لكن حاليا أنشئت لجنة باسم الثقافة العلمية والبحثية، وسيكون لها دور إعلامي أكثر لتعريف المجتمع بالبحث العلمي وأهمية البحث العلمي، كما كلفنا الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأن يكون لنا دور في عمل تدريب لطلاب المدارس والجامعات، وبالفعل نظمنا برنامجا تدريبيا للطلاب، بحيث يزور الطالب المركز ويقوم بعمل تجارب بسيطة تحت إشراف أساتذة من المركز، بحيث نتبنى الموهوبين منهم.
• هل يساعد التعليم في مصر على ترسيخ أهمية البحث العلمي لدى الطلاب؟
نحتاج إلى مجهود أكبر من وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن، ونحن "تحت أمر" الوزارة إذا احتاجت مساعدتنا بأي شكل من الأشكال.
• ما طبيعة العلاقة بين المركز القومي للبحوث والمستثمرين وأصحاب المصانع؟
لدينا في المركز وحدة ذات طابع خاص لخدمة رجال الأعمال والمستثمرين، حيث نُقيم أفكار ومشروعات المستثمرين التي يتقدمون بها إلينا، وذلك بشكل مجاني تماما في المرة الأولى حتى ينجح المشروع ويؤتي ثماره، وهناك بعض أصحاب الشركات يطلبون مشورتنا في المشكلات الإنتاجية التي تواجههم، لكني ما زلت أطمح أن يكون هناك تعاون أكبر من ذلك.
• هل هناك إقبال من أصحاب المصانع على تطبيق الأبحاث العلمية؟
هذه مشكلة كبيرة، لأن أصحاب المصانع وخاصة القطاع الخاص يلجئون دائما للخامات المستوردة من الخارج، على الرغم من أنه قد يتوافر لدينا خامات أفضل بسعر أقل، كما أن حلم الباحث هو أن يشاهد بحثه ومشروعه قد تم تطبيقه على أرض الواقع ويستفيد منه المجتمع.
• بالنسبة للباحث، هل ترى أن الباحثين في مصر مظلومون ماديا ومعنويا أم "واخدين حقهم"؟
مهما تحدثنا عن الباحثين فلن نفيهم حقهم، وأعتقد أن الحكومة تحاول أن تحسن من وضع الباحثين في البلد، لكن لا يبدو أن هذا كافٍ بالمرة، والدليل على هذا أن من نرسله في البعثات يُفضل البقاء في الخارج وعدم الرجوع إلى مصر مرة أخرى، ففي الخارج تقدمت الدول كثيرا، وأصبحت في حاجة شديدة إلى الفكر، وبالتالي تستقطب تلك الدول الباحثين المصريين، لكن للأسف يكون هذا الشخص قد مُوّل تمويلا كاملا من مصر، لذا يجب عليه الرجوع، إلا أن هناك بعض الباحثين يتحايلون على القانون، ويأخذون إجازات بشكل أو بآخر لأنهم لا يريدون العودة.
• هل هناك جهود قومية لجذب الباحثين للعودة مرة أخرى إلى مصر؟
بالفعل قمنا بتجربة في المركز القومي للبحوث بحيث أن الطالب الذي يعود من بعثة خارجية يتم دعمه بمشروع بحثي ممول من ميزانية المركز، بحيث ينقل ما تعلمه في الخارج إلى وطنه، لكن أحيانا يكون مبلغ التمويل غير كافٍ لكن في النهاية الميزانية محدودة، حيث خصصنا للباحث تمويلا لمشروعه على مدار عامين في كل عام يأخذ 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى الاستفادة من إمكانيات المركز، لكن في النهاية يجب أن تُعدل القوانين في الدول الأخرى بما يوجب على الباحث العودة لوطنه وأن يعود للدولة حقها.
• كم تبلغ ميزانية المركز الإجمالية وكيف يتم تقسيمها على الرواتب والأبحاث والخامات وخلافه؟
تتخطى ميزانية المركز 800 مليون جنيه، يتم صرف 60% على المرتبات، وجزء كبير أيضا يتم إنفاقه على الصيانة وأعمال البناء، ويتبقى جزء لا يتجاوز 5 أو 10% لتمويل البحوث.
• هل تكفي هذه النسبة الضئيلة في دعم البحث العلمي حتى يؤتي ثماره في مصر؟
لا نعتمد على تلك النسبة فقط، لكن هناك جهات أخرى تدعمنا مثل التقدم لمشروعات ممولة من الاتحاد الأوروبي وصندوق العلوم والتكنولوجيا، ومشروعات أخرى ممولة من وزارة البحث العلمي، إلا أننا ما زلنا نطمح في زيادة مخصصات البحث العلمي في مصر، حيث إنها في الدستور من المفترض أن تصل إلى 3% من ميزانية الدولة، إلا أنها في الواقع لم تصل حتى إلى 1%.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"