رئيس التحرير
عصام كامل

إيران والهند وأفغانستان... أسبوع غضب دول الجوار من باكستان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعيش باكستان أزمات دبلوماسية مع دول الجوار: إيران والهند وأفغانستان، في مشهد دبلوماسي نادر التكرار توضح ما تسير إليه منطقة وسط آسيا وشبه القارة الهندية، التي يخشى الكثيرون حدوث انفجار مع وجود قوتين نوويتين في "باكستان والهند".


أزمة الميليشيات المسلحة

وكانت أولى الأزمات التي شهدتها باكستان خلال الأسبوع الجاري، استدعاء وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد الماضي، السفيرة الباكستانية في طهران رفعت مسعود للاحتجاج؛ بسبب التفجير الذي استهدف عناصر الحرس الثوري في 13 فبراير الجاري.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه جرى استدعاء السفيرة الباكستانية للاحتجاج على "زيادة العمليات الإرهابية انطلاقا من الأراضي الباكستانية، ومنها الحادث الإرهابي الأخير في زاهدان" الذي استهدف حافلة للحرس الثوري وأسفر عن سقوط 27 قتيلا، بالتزامن مع احتفال إيران بالذكرى الـ40 للثورة الإسلامية الإيرانية.

وأضاف "قاسمي" أنه جرى إبلاغ السفيرة الباكستانية "باحتجاج إيران الشديد، والتأكيد على مطالبتنا للسلطات الحكومية والعسكرية في باكستان بالتعامل مع المجاميع الإرهابية ومقراتها وأماكن استقرارها في المناطق الحدودية بين البلدين بكل قوة وحزم".

وتابع: "جرى التأكيد أيضا على ضرورة عدم سماح الحكومة والجيش الباكستاني للمجاميع الإرهابية بالقيام بأعمالها الإرهابية غير الإنسانية المخلة بالأمن والاستقرار، وإيجاد حالة عدم الثقة وسوء الظن بين البلدين". وطالبت إيران الحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات سريعة للتعرف على الجناة وإلقاء القبض عليهم.

الاستدعاء جاء مع تكرار هجمات الميليشيات البلوشية المسلحة والتي تتخذ من المناطق الحدودية بين إيران وباكستان مقرا لها في مواجهتها لقوات الحرس الثوري والجيش الإيراني، في إقليم سيستان وبلوشيستان ذو الغالبية السنية والقومية البلوشية.

ويعد جيش العدل البلوشي أحد أبرز الجماعات المسلحة في شرق إيران، ويشكل صدعا قويا للحرس الثوري، وقد نفذ خلال شهر نوفمبر ثلاث عمليات مسلحة استهدفت مقرات قوات الباسيج وجنود الحرس الثوري الإيراني، وكذلك اختطف 14 جنديا من الحرس الثوري في أكتوبر الماضي مع فشل طهران في الإفراج عنهم، ولجأت إلى باكستان من أجل الإفراج عن الجنود المختطفين، ولم يتم الإفراج سوى عن 5 جنود من الـ14.

أزمة كشمير

ثاني أزمات باكستان الخارجية كانت مع دولة الجوار النووية، الهند، حيث أشعلت عمليات الجماعات المسلحة القريبة من إسلام أباد الأوضاع في كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، وهو ما أدى إلى غضب كبير من قبل نيودلهي تجاه إسلام آباد.

واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية، الإثنين الماضي، سفيرها في نيودلهي للتشاور بعد التوترات الأخيرة بينها والهند، كما استدعت الهند سفيرها في باكستان أيضا الأسبوع الماضي من أجل التشاور بعد تفجير انتحاري في منطقة كشمير.

جاء التوتر بين البلدين على خلفية التفجير الذي وقع الجمعة الماضي واستهدف الشرطة العسكرية الهندية بكشمير، وأدى إلى مقتل 44 جنديا هنديا، واتهمت نيودلهي إسلام أباد بأن لها "يدا" في الهجوم، وهو ما نفته ورفضته إسلام آباد.

الغضب الأفغاني

ثالث دول الجوار التي شهدت أزمة مع باكستان هي أفغانستان، وذلك على خلفية الأزمة بين الهند وباكستان.

وسلمت وزارة الخارجية الأفغانية، أمس الأربعاء، السفير الباكستاني لديها اعتراضا على تصريحات أعلنها أمس حول استقرار المنطقة.

وقال نائب وزير الخارجية الأفغاني، في بيان مقتضب، إن الوزارة استدعت سفير باكستان وسلمته اعتراضا دبلوماسيا واحتجاجا على تصريحاته.

وكان سفير باكستان حذر، أمس، من التوترات بين الهند وباكستان وتأثيرها على استقرار أفغانستان والمنطقة.

وقال زاهد نصر الله إن التوترات بين باكستان والهند ستؤثر على المنطقة كلها بما فيها أفغانستان، مضيفا أنه في حالة تعرض البلاد لتهديد من الهند، وتصاعدت حدة التوترات بين بلاده والهند، فإن هذا الجال سيؤثر على المنطقة برمتها.
الجريدة الرسمية