النووي السعودي.. تفاصيل جلسة سرية تهدد مصير إدارة ترامب
كشفت عدة تقارير إعلامية أمس الأربعاء، عن اتهامات جديدة يواجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل الكونجرس الأمريكي تتعلق باتفاقات سرية بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تتعلق بتسريع بيع التكنولوجيا النووية الأمريكية إلى السعودية.
تفاصيل سرية
ونشرت شبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية، تفاصيل التقرير الذي أصدرته لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، حول وجود خطة سرية من قبل ترامب لتزويد السعودية بتقنيات حساسة، موضحة من خلاله أن ترامب أشرف شخصيا على خطة سرية تسرع من نقل تكنولوجيا طاقة نووية حساسة إلى السعودية.
كما تضمن التقرير أيضا جدولا زمنيا للقاءات وأسماء مسئولين في الإدارة الأمريكية شاركوا في تلك المفاوضات السرية، وأبرزهم وزير الطاقة، ريك بيري، وجاريد كوشنر، ورئيس لجنة تنصيب ترامب، توم باراك، ومستشاره للأمن القومي مايكل فلين.
وقالت إن تلك الاتصالات كانت تحث شركات الطاقة النووية على المكاسب التجارية القوية التي يمكن تحقيقها وراء نقل تلك التكنولوجيا النووية الحساسة إلى السعودية.
مخاوف الكونجرس
وفتحت لجنة النواب الأمريكية تحقيقا حول مخاوف واسعة من سعي البيت الأبيض لبناء مفاعلات نووية في عدة مناطق بالسعودية، مؤكدة من خلاله أن خطة ترامب السرية يمكنها أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط، وتعزز من رغبة دول عديدة في امتلاك أسلحة نووية.
كما كشف التقرير أن ترامب وفريقه الرئاسي دفعوا عددا من الشركات التابعة لهم لنقل تكنولوجيا نووية حساسة إلى السعودية، وأن مساعيه لا تزال مستمرة.
جولة خاصة
ولم يتوقف التقرير على كشف تفاصيل اللقاء السري فقط، لكنه سلط الضوء على زيارة جاريد كوشنر صهر ترامب في جولة خاصة إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الشهر الجاري، من المقرر أن يلتقي خلالها بولي العهد السعودي لدفع وتفعيل تلك الخطة النووية، في إطار خطة أشمل للسلام في الشرق الأوسط.
شركات متورطة
وأوضح التقرير أن الشركات المتورطة في تلك الصفقة السرية، هي شركات: "آي بي 3 إنترناشيونال"، وهي شركة يقودها عسكريون ومسئولون أمنيون سابقون نظمت مجموعة من الشركات الأمريكية لبناء "العشرات من محطات الطاقة النووية" في السعودية، بالإضافة إلى شركة "أيه سي يو ستراتجيك بارتنرز"، وهي شركة للاستشارات الخاصة بالطاقة النووية برئاسة أليكس كوبسون، وشركة "كولوني نوثستار"، وهي شركة استثمارات عقارية يملكها توم باراك، وشركة "فلين إنتل جروب" المملوكة لمايكل فلين.
ويشير التقرير إلى أن فلين قرر تطوير مبادرة IP3 النووية، وهي خطة مارشال الشرق الأوسط، بينما كان لا يزال يعمل كمستشار للشركة، مؤكدة أنه حتى إقالة فلين من عمله بجوار ترامب استمر في دفع خططه لتزويد السعودية بتلك التكنولوجيا النووية الحساسة.
معاندة إيران
وتسعى السعودية لتطوير أسلحتها النووية لمعاندة عدوها اللدود لإيران والتفوق عليه من الناحية النووية، وكان ولي العهد السعودي ألمح إلى ذلك مرارًا وتكرارًا خلال حواره مع شبكة "سي.بي.إس" التليفزيونية العام الماضي ومجلة "التايم" الأمريكية.
رفض سعودي
وفي محادثات سابقة كانت السعودية قد رفضت توقيع اتفاق مع واشنطن يحرم الرياض من تخصيب اليورانيوم، وانتهت المفاوضات حينها بين السعودية وشركات الطاقة النووية الأمريكية برفض الرياض تقديم موافقة رسمية وضمانات كافية بعدم استخدام هذه التكنولوجيا لبناء أسلحة نووية.
لكن تمكنت عدة وسائل إعلامية من الكشف على تقرير الكونجرس، وتأكيدها احتوائه على معلومات ووثائق تكشف اتصالات سرية بين مسئولين في إدارة ترامب وشركات الطاقة النووية، وأن ترامب يرى أنه لا توجد ضرورة لإلزام السعودية بتقديم مثل هذه الضمانات.