رئيس التحرير
عصام كامل

عملية الأزهر.. ملاحظات عاجلة جدا!


أكثر من ملاحظة نتوقف عندها في حادث شارع الأزهر أمس.. أولاها أنه في مدينة يزيد سكانها على الـ15 مليون مواطن، وتمكنت أجهزة الأمن من التوصل للمجرم المسئول عن تفجير الجمعة الماضية بميدان الجيزة!، كيف يمكنها ذلك؟، ليس إلا اتباع أفضل وأحدث وسائل البحث والتحري وتوظيف المعلومات..


الملحوظة الثانية أن صور المتابعة التي نشرتها وزارة الداخلية كانت نهارا قبل الحادث بساعات طويلة، وهذا يعني وضع المجرم تحت السيطرة فترة طويلة كانت من المتابعة اللصيقة، ربما على أمل التوصل إلى الخلية كلها التي ينتمي إليها الإرهابي.. هذه المتابعة دفعت أجهزة الأمن إلى الاستعانة بكاميرات مراقبة خارجية أهلية، لكنها كانت على يقين أنها رصدت وتابعت..

الملحوظة الثالثة هي التدريب الجيد الذي تلقاه المجرم على التخفي والهروب من المراقبة، ليس فقط من الاستعانة بزي رياضي يبعد عنه الشبهات، وإنما أيضا الاستعانة بكمامة تزيد من احتمال انتمائه إلى وسط بعيد عن أي تنظيمات إرهابية.. رياضي.. حريص على صحته لا يمكن أن يكون ذا صلة بأي عمليات إرهابية..

ثم برز تدريبه الجيد من خلال العبور من فتحة صغيرة بالسور الحديدي الذي يفصل جانبي شارع الأزهر، وهو عبور يتم في حالة الهروب من المراقبة إذ يصعب على من يتتبعه من سيارة أو دراجة بخارية أن يفعل الأمر نفسه ويلحق به في الاتجاه المعاكس!

هذه الإجراءات التي اتخذها الإرهابي تؤكد أنه كان بصدد تفجير قريب في الموعد وفي المكان، ربما كان في مساء أمس، وربما كان أقرب وأكبر هدف هو مديرية أمن القاهرة نفسها، وقد عاين طبقا للفيديو المنشور المكان والقدرة على المرور بدراجة بسيطة، أو محتمل خطط لاستهداف مجموعة سياحية بالحسين!..

وربما كان سيستخدم فيها عبوات ناسفة أخرى أو عبوة أكبر مما تم تفجيرها، وساهم ضيق المساحة وشل رجال الأمن خصوصا من الشهداء الأبرار إلى منعه من العمل بحرية، وإلا كان عدد الشهداء أكبر بكثير، ونلاحظ وجود ضباط في العملية، بما يؤكد أن أجهزة الأمن قررت إنهاءها أمس!

على كل حال.. يبدو أننا بصدد موجة إرهابية جديدة تستهدف البلاد بعد حصارها فترة طويلة داخل سيناء، ويبدو أن الهدف ليس وقف التعديلات الدستورية، إذ إن مثل هذه الأعمال تدفع بمزيد من التضامن مع القيادة السياسية، وليس العكس.. إنما الهدف القريب إفشال أو إلغاء البطولة الأفريقية، ثم التأثير على حركة السياحة التي شهدت أول فوج روسي بعد انقطاع أعوام.. والهدف الأساسي الأكبر وقف عجلة التنمية كلها خصوصا مع أنباء اكتشافات بترولية وغازية جديدة سيكون إنتاجها كله- في الغاز تحديدا- فائضا عن الحاجات المحلية وبالتالي إلى التصدير!

لكن نطمئن لتعهد الله بحفظ البلد الآمن.. ولوجود أجهزة- ثبت من حادث الأمس- قدرتها على الحركة والفعل!
الجريدة الرسمية