رسالة إلى الرئيس السيسي بمناسبة خطابه عن الإبادة الأرمنية
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي
تحية طيبة وبعد،
من خلال كلمتكم التي ألقيتموها في مؤتمر "ميونيخ" الأمني عن المجازر ضد الأرمن على يد العثمانيين الأتراك عام ١٩١٥ وضعتم على صدر الشعب الأرمنيّ في مصر وفِي جميع أنحاء العالم "وسام الشرف والحقّ" لشعب اغتصبت أراضيه وممتلكاته، ودُنست كنائسه وأديرته، وهُدّمت مدارسه وأنديته الثقافية والاجتماعية والرياضية، فاضطهد وذُبح وُشرِدَ ولكن بفضل إيمانه ومساعدة المصريين النبلاء عاش مرفوع الرأس كريمًا فخورًا بقوميته ومذهبه وتاريخه.
إن كلمتكم في مؤتمر "ميونيخ" أكدت اهتمامكم ومحبتكم، ومحبة الشعب المصري للشعب الأرمني، الذي استقبلتموه بكُلِّ حفاوة وفتحتم أمامه أبواب قُلوبكم الدافئة، قبل أن تفتحوا أبواب بيوتكم، ومنحتم لهذا الشعب كل الحقوق والواجبات بالتساوي مع المصريين.
خطابكم بداية خطوة جبارة لاعتراف مصر الحبيبة، بجهودكم وقناعتكم، مع دول العالم المحبّة للسلام بالإبادة الجماعية للأرمن ولإعادة لهذا الشعب جميع حقوقه، ومطالبة تركيا بالاعتراف بجريمتها بحقه. بحق هذا الشعب البطل والغيور على أرض وطنه الأُمّ أرمينيا والأوطان التي استقبلته وفِي مقدمتها أرض الكنانة مصر الأبية.
سيادة الرئيس:
منذ القرن الثامن وحتى اليوم، نحن الأرمن متواجدون في مصر، ووقفنا جانبًا إلى جنب مع إخوتنا المصريين لندافع عن أرض مصر وحمايتها ورد العدوان والإرهاب عنها والحفاظ على كل شبرٍ من أراضيها، لتبقى إلى الأبد معززة مكرّمة ورافعة راية السلام والمحبة بين الشعوب.
نشكركم سيادة الرئيس، ونعدكم بأننا سنبقى أوفياء مخلصين لكم ولمصر التي أنقذتنا وحافظة على حياتِنا وإيماننا وطقوسنا ولغتنا وثقافتنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا.
سيادة الرئيس:
باسم الشعب الأرمني - المصري، وجميع الأرمن في أرمينيا وفِي الشتات، وباسم بطريركية الإسكندرية للأرمن الكاثوليك لمصر والسودان وسائر أفريقيا، نشكركم ونتمنى لكم كل الخير لتتابعوا رسالتكم السامية في زرع السلام والعدالة في العالم عامةً وفِي الشرق خاصةً. وتقبّلوا منا خالص محبتنا وتقديرنا لسيادتكم.