رئيس التحرير
عصام كامل

«تسول» جمال حشمت !


هل فعلا يتسول القيادي الإخواني "جمال حشمت" بتركيا، ويبحث لنفسه ولأولاده عن عمل هناك؟ وهل بالفعل لا يجد ما يعيش منه؟ إن كان ذلك صحيحا فهذا يعني أن تركيا وقطر تخليا عن الجماعة تماما، وقطعا عنها مساعداتهما، وبالتالي من المنطقي أن ينعكس ذلك على الجماعة كلها بكافة تشكيلاتها وقياداتها ووسائلها من فضائيات وصحف ومواقع وأقلام مستأجرة ولجان إلكترونية. 


وفي المقابل يكون للتخلي أسبابه ومبرراته، وإن لم يظهر ذلك أو يعترف أحد به، فعلى الأقل تظهر انعكاساته، وأولها تقارب مع الدول المتضررة من الإخوان، فضلا عن مطالب منها في مقابل ذلك! الواقع حتى اللحظة يقول إن لا شيء من كل ذلك قد تم! وبالتالي فالقول إن "حشمت" يتسول في تركيا يجب أن نتوقف عنده.

فبخلاف قطر وتركيا أموال الجماعة كثيرة جدا إلى حد دفع بعض مجرميها الشباب إلى السفر إلى دول أخرى بعيدة في أقصى شرق آسيا.. وهم لا يذهبون إلى أماكن إلا بتنسيق وترتيب وموافقات فما بالنا بقيادي كبير جدا فيها؟!

السؤال.. إذن ماذا يجري؟ خصوصا أن المشهد الإخواني في تركيا مرتبك بالفعل.. وهنا أمامنا أكثر من احتمال.. منها أن اتهامات تركية قطرية للجماعة بعدم تنفيذ المطلوب منها في هز استقرار مصر والتأثير على الأوضاع بها.. وهنا إما تم محاسبة بعض مسئولي الملفات المصرية وإما تم تغييرهم.

ومن الاحتمالات أيضا أن الخلاف داخل الجماعة انعكس على قيام كل جناح بتكسير عظام الفريق الآخر.. وكل فريق يستخدم أوراقه، ومنها ورقة المخصصات والأموال.. وهناك احتمال ثالث مثل أن الإجراءات التي تمت في مصر ضد شركات ومؤسسات وأموال الجماعة تسببت في أزمة كبيرة اضطرت الجماعة إلى الاعتماد على مصادر أخرى احتياطية. 

وهنا ليس مستبعدا قيام أحدهم بسرقة الجماعة نفسها وتحويل الأموال التي أودعت باسمه إلى حساب شخصي أو الشركات التي كتبت صوريا له بالتصرف فيها لنفسه! وهنا ومع الغضب من المحتمل أن يهدد بعضهم باللجوء إلى تصرفات تحرج الجماعة ومنها ما كتبه "حشمت"!

كل شيء وارد إلا أن "جمال حشمت" لا يجد ما يعيش به.. فحتى اللحظة استقطاع اشتراكات الإخوان تتم كما هي إن لم يكن من مصر فمن الإخوان العاملين بباقي دول العالم.. ويبقى المؤكد في الأمر أن نهايات الإخوان أسوأ مما نتخيل.. وأنه لا عودة لا لـ"جمال حشمت" أو غيره إلى مصر مرة أخرى إلا للمكان الطبيعي.. السجن!
الجريدة الرسمية