بروكسيل تبحث قضية «الداوعش» الأوروبيين في سوريا
يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعًا في بروكسل يناقشون خلاله عددا من القضايا بينها الوضع في سوريا، غداة دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعادة مواطنيهم المعتقلين في هذا البلد لالتحاقهم بتنظيم "داعش".
ويجتمع اليوم الإثنين 18 فبراير وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعًا في بروكسل؛ لبحث الوضع في سوريا، ويأتي ذلك بينما تبدو قوات سوريا الديمقراطية على وشك إعلان انتصارها على التنظيم الجهادي، لكن المسلحين الجهاديين المتحصنين في جيب في قرية الباغوز، آخر مربع لهم في شرق سوريا تبلغ مساحته أقلّ من نصف كيلومتر مربع، يبدون مقاومة شرسة.
وكان الرئيس الأمريكي دعا في تغريدة مساء السبت الدول الأوروبية وخصوصا بريطانيا، إلى إعادة مواطنيها الجهاديين المعتقلين في سوريا إلى بلدانهم ومحاكمتهم، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تضطر "للإفراج عنهم".
ويتضمن جدول أعمال وزراء الخارجية الأوروبيين الإثنين في بروكسل عددا من القضايا بينها "الوضع في سوريا وخصوصا في ضوء التطورات الأخيرة على الأرض".
وكتب ترامب في تغريدته مساء السبت أن "الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش أسرناهم في سوريا من أجل محاكمتهم"، مضيفا: "الخلافة على وشك أن تسقط، والبديل لن يكون جيدا لأننا سنضطر للإفراج عنهم".
وترفض السلطات الكردية المحلية في سوريا محاكمة الأجانب وتطالب بإرسالهم إلى دولهم التي أتوا منها، لكن الدول الغربية تبدي اجمالا ترددا إزاء ذلك خوفا من رد فعل سلبي من الرأي العام فيها، وهؤلاء الأجانب هم بريطانيون وفرنسيون وألمان أيرلنديون وإيطاليون، وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية في السنوات الأخيرة من اعتقال مئات من هؤلاء المسلحين أثناء معاركها مع التنظيم المتطرف في سوريا.
وردت باريس وبروكسل وبرلين الأحد على تصريحات الرئيس ترامب الذي كان قد أعلن في ديسمبر 2018 قراره سحب العسكريين الأمريكيين من سوريا.
وقال وزير الدولة الفرنسي للداخلية لوران نونيز إن هؤلاء الجهاديين "محتجزون لدى الأكراد، ونحن على ثقة تامة في قدرتهم على الإبقاء عليهم" رهن الاحتجاز، وفي كل الأحوال إذا عاد هؤلاء إلى التراب الوطني، فجميعهم لديهم إجراءات قضائية جارية وسيتم أعمال القانون وحبسهم".
وبعد تردد، بدأت فرنسا على ما يبدو تفكر في عودة مواطنيها، وتحدث مصدر قريب من الملف عن وجود 150 فرنسيا هناك بينهم 90 قاصرا.
وفي بلجيكا طالب وزير العدل كين جينس بـ"حل أوروبي" داعيا إلى "التفكير بهدوء والنظر فيما ينطوي على مخاطر أمنية أقل"، وقال: "لدينا حاليا في شمال سوريا خصوصا أمهات وأطفال، لكن أيضا بعض المقاتلين المعروفين".
أما في ألمانيا فقد قالت مصادر في الخارجية إن برلين تدرس "الخيارات لتمكين مواطنين ألمان من مغادرة سوريا وخصوصا الحالات الإنسانية".
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل