رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد نصير يكتب: مصر بين مشهدين.. هكذا نواجه الإرهاب في الداخل والخارج

أحمد نصير
أحمد نصير

بدقة متناهية وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي، النقاط فوق الحروف، كان خطابه للعالم من ألمانيا، حيث شارك كأول زعيم غير أوروبي في مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية واضحا، شاملا، متكاملا، قويا، وكاشفا بما يكفي وبالأخص حين تحدث عن الإرهابيين الأجانب متسائلا: من الذي حرك المقاتلين الأجانب من دولهم إلى المنطقة العربية وخاصة سوريا؟ ومن الذي مولهم ودعمهم بالسلاح؟


تلك كانت رسالة في غاية الأهمية، فقد صارح الرئيس العالمَ بما لم يستطع أي زعيم آخر أن يفعله، وهو أن هناك دولا تدعم الإرهاب وتمول الإرهابيين بالمال والسلاح، وإذا كان المجتمع الدولي لديه إرادة حقيقة في مواجهة جرائم القتل والتدمير وهدم الدول فإن عليه أن يوقف حقائب الدولارات والدعم اللوجيستي والعسكري للتنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم "داعش".

ولم تكن هذه هي الرسالة الوحيدة المهمة التي تناولها خطاب الرئيس السيسي في هذا المحفل الدولي الذي حضره نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية و30 من وزراء الدفاع و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين، بل كانت إشارته لاحتضان مصر للاجئين وخاصة حديثه عن استقبال الأرمن بعد المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحقهم أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، تعبيرًا ذا مغزى، ويوضح أن مصر كانت قبلة للاجئين والمضطهدين والنازحين من ويلات الحروب ليس في عهدها الحالي فقط، حيث يوجد 5 ملايين لاجئ ولكن عبر تاريخها الحديث، كما أن الدولة التي تعد جسرا لعبور الإرهابيين إلى سوريا وهى تركيا هي التي ارتكبت إحدى أبشع المجازر في التاريخ "مذابح الأرمن".

لقد وضع الخطاب خارطة طريق للتصدي للإرهاب وحل النزاعات العسكرية في العالم وفتح الباب أمام دور محوري أكثر أهمية لأفريقيا في السياسة العالمية، فقد تحدث الرئيس هذه المرة باعتباره رئيسا للاتحاد الأفريقي يعبر عن انشغالات وهموم قارة بأكملها عانت من النزاعات والحروب والمطامع الغربية في ثرواتها.

ووسط هذا المشهد الذي لا بد أنه أسعد ملايين المصريين كون قيادتهم السياسية حاسمة وصريحة وقوية كعادتها في التعبير عن سياسة البلاد، كان هناك مشهد آخر لا ينفصل – في رأيي- عن المشهد السابق، وهو نجاح أحد الارتكازات الأمنية بسيناء في التصدي لهجوم إرهابي وإرسال قطيع جديد من الإرهابيين إلى الجحيم، حيث ضحى أبناء للوطن بدمائهم الطاهرة وارتقوا شهداء في هذه المواجهة.

لقد أزعج الأعداء ظهور مصر قوية عزيزة في محافل دولية حيث عادت لرئاسة الاتحاد الأفريقي وتشارك على أعلى مستوى في مؤتمر ميونيخ، فأوعزوا إلى أذرعهم الإرهابية لاستهداف قوات الأمن المصرية من جديد، لكن يقظة رجالنا الأبطال أحبطت هذا المخطط ولله الحمد، فتحية للأعين الساهرة على أمن مصر في الداخل والخارج ولمن ضحوا بأرواحهم ولا يزالون فداء للوطن.
الجريدة الرسمية