رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية «مكوجي الرجل» في الإسكندرية (فيديو وصور)

فيتو

داخل دكان صغير لا يتعدى مساحته العشرة أمتار مربعة بسوق الحضرة الشعبي تجد شعبان محمد حسن، والشهير "بالجمال"، يحني جسده ويضغط بإحدى قدميه على مكوة فوق طبلية من الخشب المبطن لكي الملابس بأرجله تلك المهنة المندثرة التي كانت تعرف قديما باسم مكوجي الرجل ولكنها أصبحت من المهن النادرة في ظل تطوير محال كي الملابس.


فمجرد دخولك لذلك الدكان المتواضع تشعر أنك انتقلت إلى حقبة مختلفة من الزمن حيث تجد جميع الأدوات البسيطة التي تستخدم في عملية كي الملابس بالرجل.

عندما بلغ الأربعة عشرة عاما، تعلم أصول المهنة من والدته، وبدأ العمل بها خلال تعليمه في المعهد الفنى الصناعى، إلا أنه كان يحرص على مجالستها، لتعلم أصول المهنة والعمل بها، من أجل مساعدتها والإنفاق على أسرته، وأرجع الفضل في استكمال دراسته بجانب تعلم المهنة إلى والدته، التي كانت دائما تحرص ألا يهمل أبناؤها دراستهم بجانب تحمل المسئولية في الحياة والاعتماد على النفس، والعمل بمهنة الأجداد، قائلا: "مهنة الأجداد يتوارثها الأحفاد".

وأكد شعبان محمد حسن أن مع تغير الأوضاع وظهور التكنولوجيا الحديثة في المهنة، والتي منها ظهور المحال الدراى كلين، كانت لها تأثير كبير على المهنة كـ«مكوى رجل»، واعتماد الزبائن عليها، بالإضافة إلى انقراض المهنة بسبب عدم وجود أجيال جديدة من الشباب في الدخول بها وتعلمها، وهو ما تسبب في عدم وجود لهذه المهنة والعمل بها كما كان من قبل.

وأضاف أنه واجه الكثير من الصعوبات في تعلم المهنة، والتي كانت منها العمل على حمل المكواة الرجل والتي يتعدى وزنها ٣٠ كيلو جراما، ومن ثم وضعها في بيت النار للوصول لدرجة الحرارة اللازمة لكى الملابس، بجانب أن المهنة رأس مالها الصحة في البداية وتأثيرها على العاملين بها والتي ما زالوا يحتفظون بتاريخ أجدادهم.

وأشار إلى أنه خلال وضع المكواة داخل بيت النار، يتم التعرف من خلال الخبرات والمهارات السابقة على درجة الحرارة المناسبة لكوى الملابس، مضيفا أن الأدوات والمعدات التي يتم استخدامها لكى الملابس منها قطعة خشب من الزان ومكوة حديد بجانب قطعة كبير من الخشب، لوضع الملابس عليها، قائلا: "كل مهنة ولها ناسها"، مؤكدا أن عمله في كي الملابس يساعده بجانب عمله الثانى في توفير نفقات أسرته والإنفاق عليها، بالرغم من وجود الماكينات الحديثة في الملابس الجاهزة، قائلا: "المكواة الرجل لها زبونها الخاص".
Advertisements
الجريدة الرسمية