إيران وتهديد المنطقة.. «فزاعة» إسرائيل للتسلل إلى الدول العربية

سارعت إسرائيل لاستغلال مؤتمر وارسو الذي أقيم في العاصمة البولندية الأربعاء والخميس الماضيين والتسويق الإعلامي للتقرب إلى الوطن العربي بذريعة التضييق على إيران، حيث أظهرت تل أبيب الكثير من الفرحة العارمة عقب المؤتمر الذي افتتحت فعالياته الأربعاء الماضي خاصة بعدما أتاح المؤتمر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجلوس على طاولة واحدة مع العديد من الشخصيات العربية رفيعة المستوى للحديث عن هدف واحد يتمثل في مواجهة التهديدات الإيرانية التي تحاك بالمنطقة.

عودة غانمة
ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد غانما من ذلك المؤتمر خاصة بعد جلوسه على طاولة واحدة إلى جانب وزراء عرب في مؤتمر نظمته الإدارة الأمريكية والحكومة البولندية لتضييق الخناق على إيران، حيث اعتبر أن لقاء وارسو شكل منعطفا تاريخيا في العلاقات الإسرائيلية العربية، خاصة بعدما كتب معلقا على حضوره هذا المحفل العربي: نصنع التاريخ.

اتصالات سرية
ولم يقف الأمر عند الفرحة الإسرائيلية بالجلوس على طاولة واحدة تضم العديد من الدبلوماسيين العرب، بل أكد نتنياهو، أن هناك تقدما حدث في الاتصالات الجارية مع دول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، رافضا مع ذلك الإفصاح عمن اجتمع به على هامش مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط.

وأشاد نتنياهو خلال تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية عقب المؤتمر على وزراء الخارجية العرب الذين وقفوا في المؤتمر أمام الأسرة الدبلوماسية الدولية وتحدثوا مع إسرائيل بنفس الرسائل ضد إيران، موضحا أنه لا يشترط دفع التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي بموافقة الفلسطينيين.

مكاسب إسرائيلية
تعدد المكاسب الإسرائيلية فور انتهاء المؤتمر بخلاف التقرب العربي مع تل أبيب وظهور محادثات جانبية بين نتنياهو وعدد من المسئولين العرب، إلا أن انتهاء المؤتمر بحضور ممثلي نحو 60 دولة، أظهر مدى نجاح القمة في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في الاتفاق على نهج للتصدي للسلوك الإيراني العدواني في المنطقة، رغم إجماع المشاركين على أن طهران تشكل أخطر تهديد في الشرق الأوسط، حيث أظهر المؤتمر التوافق العربي الأمريكي حول أهمية ردع السلوك الإيراني في المنطقة، ووقف تزويد طهران توابعها في اليمن ولبنان بالسلاح والصواريخ، الأمر الذي ظهر عبر تصريحات المسئولين خلال القمة؛ إذ قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن العدوان الإيراني في المنطقة خطر حقيقي، ونريد أن يتوحد العالم من أجل إدانة الأنشطة الإيرانية، ليس هناك أي دولة دافعت عن إيران في مؤتمر وارسو، وثمة إجماع على دور طهران المزعزع.