مصر بين مؤتمري «وارسو» و«ميونخ»!
مؤتمر في "وارسو" تحضره ستون دولة يقودهم نائب الرئيس الأمريكي، يحضره رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، ومعه لأول مرة ممثلون لدول عربية لا تقيم علاقات دبلوماسية معه!
وفي "ميونخ" مؤتمر آخر يحضره رؤساء وزعماء ثلاثين دولة مع ما يقرب من مائة وزير خارجية، وهو المؤتمر الأكبر عالميا والأكثر أهمية خصوصا لما يهتم به ويناقشه من قضايا!
يمكن لأي مراقب أن يسأل: هل حضرت مصر المؤتمر الأول؟ الإجابة: نعم حضرت، إذ لا ترغب مصر في إرباك التحالف العربي ولا علاقاتها مع الأشقاء في الخليج، خصوصا مع تأكيد مصر دائما أن أمن الخليج العربي جزء من الأمن القومي المصري.. لكن طرح السؤال نفسه معناه أنه لا أحد في مصر تقرييا يتحدث عن المؤتمر أو على الأقل فلا مقارنة بين الاهتمام الإعلامي لكلا المؤتمرين..
وبالطبع ليس فقط لوجود الرئيس السيسي في المؤتمر الثاني، وإنما لرؤية مصر للمؤتمر الأول، وموقفها الثابت الذي كررناه مرارا من أن مصر لن تذهب إلى أي صراع طائفي مذهبي مسلح في المنطقة.. وأن دورها يتوقف عند التدخل ضد أي عدوان خارجي تتعرض له الدول العربية بالخليج، كما أن مصر من حقها أن ترتب أولوياتها كغيرها..
وإن كان الأشقاء في الخليج يرون أن إيران الخطر الأكبر والأشقاء في لبنان وفلسطين يرون أن إسرائيل الخطر الأكبر، فـمن حق مصر أيضا أن ترتب المخاطر على أمنها وفقا للحظة الحالية -اللحظة الحالية- ومن حقها أن تري في تركيا أو الإرهاب مثلا ومن يدعمه الخطر الأكبر!
المؤتمر الثاني سيناقش الأمن العالمي وفي مقدمته نزع السلاح والحد من النزاعات، واعتقادنا أن ما يعنينا حضور مصر له كطرف مشارك بتصوراته وليس ضيف شرف، كما كانت فرصة للرئيس السيسي لدعوة شركات كبري للاستثمار في مصر، خصوصا أن فرص نجاح المؤتمر ضعيفة، فالصراع الأمريكي الصيني على أشده، كما أن معاهدة الأسلحة المتوسطة والقصيرة انتهت بين روسيا وأمريكا قبل انعقاد المؤتمر، وبالتالي فالعالم إلى مزيد من التوترات وليس العكس!
