رئيس التحرير
عصام كامل

زوجة في دعوى «خلع»: جوزي سرق عفش البيت وهرب بعد شهرين جواز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في تمام التاسعة صباحًا تجد عشرات النساء يجلسن أمام محكمة الأسرة بـ«زنانيري» في رمسيس، كل واحدة منهن تكسو معالم وجهها حكاية حزن، الأبرز بينهن كانت فتاة يبدو من هيئتها أنها لا تنتمي إلى هذا المكان، فهي تبلغ من العمر 23 عامًا، تجلس بجلباب أسود كالأرامل وتسند رأسها إلى الحائط، وتحمل بيدها ملفا يحوي العديد من الأوراق، مجرد النظر لها يثير التساؤلات، ما الذي أتي بها إلى هذا المكان، ووضعها في تلك الحالة.


«اتجوزت وقعدت شهرين بس في شقتي» هكذا بدأت «مها السيد» حديثها لـ«فيتو»، موضحة أنها تنتمي لعائلة فقيرة فوالدها يعمل ساعيا في مكتب مأذون، ووالدتها ربة منزل ولها أخت واحدة أصغر منها، تعرفت على زوجها من خلال منزل جدها، فهو «ابن الجيران» فوافقت عليه بسرعة حتى تخلص عائلتها من عبئها.

تسند عشرينية العمر رأسها على الحائط، وبوجه شاحب تستكمل روايتها موضحة أنه بعد مرور شهرين على الزواج هجرها الزوج ولا تعرف ما السبب، واكتشفت حينها أنها حامل، فبحثت عنه لعدة أيام عند عائلته وأصدقائه لكن الجميع أخبروها أنهم لا يعرفون مكانه.

اضطرت الزوجة المكلومة اللجوء لعائلتها كي تقيم معهم وأغلقت شقتها حتى تعثر على زوجها، وبعد مرور عشرة أيام فوجئت باتصال هاتفي من جيرانها في الثانية بعد منتصف الليل ليخبروها: «تعالي الحقي جوزك وأهله بيسرقوا عفش البيت».

هرعت "مها" برفقة أهلها إلى المنزل لتجد والد زوجها ووالدته وأخاه يقفون بجانب عربة نصف نقل، ويحملون أثاث منزل الزوجية من أجل سرقتها، وعندما حاولت الأسرة منعهم تعدى عليهم الزوج وأسرته بالضرب والأسلحة البيضاء.

أخبرته الزوجة أنها حامل كي تستعطفه وتفهم منه ما حدث، ليرد أمام الجيران: «الواد ده مش ابني روحي شوفي أنتِ جايباه منين»، فتوجهت الزوجة إلى قسم شرطة الدرب الأحمر لعمل محضر سرقة وتعدي بالضرب عليها، وبالفعل حصلت الزوجة على حكم بحبس الزوج 6 أشهر لكنه لم ينفذ حتى الآن، لهروب الزوج.

«جوزي ميعرفش شكل ابنه، ده حتى رفض أنه يطلع ليه شهادة ميلاد» عقب تسعة أشهر رزقت «مها» بطفلها«أحمد»، فذهبت الأم إلى العائلة كي يحضر الزوج لتسجيل مولوده، فرفضت عائلته مساعدتها، فاضطرت الأم اللجوء إلى قسم الشرطة والتي أحالتها للنيابة وبدورها أحالتها للصحة كي تستخرج شهادة ميلاد لرضيعها.

مع سوء الأوضاع وزيادة أعباء الأسرة اضطرت الزوجة للعمل في خدمة المنازل كي تحصل على المال الكافي للإنفاق على رضيعها.

ومع مرور الأيام ولا تعرف مها مصيرها، لجأت عشرينية العمر إلى عائلة الزوج من أجل الطلاق، لكن محاولاتها باءت بالفشل، فاضطرت لرفع دعوى خلع كي تحصل على حريتها، مطالبة الشرطة بتنفيذ الحكم القضائي على الزوج.
الجريدة الرسمية