حالة الطوارئ.. نفقات بالملايين وصلاحيات واسعة لترامب والجيش الأمريكي
بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيعه على أمر حالة الطوارئ من أجل تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، والالتفاف حول امتناع الكونجرس عن إقرار ميزانية الجدار، ثارت حالة من الجدل والغضب بمجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين ضد القرار، خاصة بين الديمقراطيين، وهدد البعض برفع دعاوى ضد القرار واتخذا إجراءات تشريعية لوقفه.
صلاحيات ترامب
إعلان حالة الطوارئ تمكن ترامب من نشر قوات داخل الولايات المتحدة وتقييد الاتصالات الإلكترونية، فضلا عن إعلان الأحكام العرفية والحجر على الممتلكات والحصول على ميزانية دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس، وتمهد الطريق أمامه للحصول على أموال من البنتاجون وسحب نفقات من صناديق البناء العسكرية ومشاريع الأشغال المدنية، مثل مشاريع إصلاح البنية التحتية، رغم عدم وجود عقود موقعة لإنفاق تلك الأموال.
القوات المسلحة
وتتطلب حالة الطوارئ استخدام القوات المسلحة، ويجوز لوزير الدفاع، بغض النظر عن أي حكم قانوني، القيام بمشاريع بناء عسكرية، وتفويض ضباط الإدارات العسكرية للقيام بمشاريع بناء عسكرية، حتى لو لم تكن قانونية باعتبارها ضرورية، وسيسعى ترامب لنشر مزيد من القوات على الحدود من أجل توفير غطاء لذلك.
إنفاق الملايين
وفي حالة الطوارئ بالنسبة للجدار الحدودي، تسحب الإدارة الأمريكية 681 مليون دولار من أموال الخزانة، و3.6 مليار دولار في البناء العسكري، و3 مليارات دولار من الصناديق المدنية للبنتاجون، و200 مليون دولار من صناديق وزارة الأمن الداخلي و2 مليار دولار من صناديق مكافحة المخدرات، وذلك وفقا لتصريحات عدد من المسؤولين بالبيت الأبيض، الذين أكدوا أن ترامب سيحصل على 8 مليارات دولار لتمويل الجدار مع المكسيك، وتشمل 1.375 مليار دولار من مخصصات وزارة الأمن القومي، وقال الكونجرس إن هذه الأموال لا يمكن استخدامها لبناء الجدار، ولكن يمكن استخدامها لبناء أنواع أخرى من الحواجز، و600 مليون دولار من صندوق مصادرة المخدرات التابع لوزارة الخزانة، بالإضافة لـ3.5 مليار دولار من ميزانية البناء العسكرية لوزارة الدفاع.
دور الدفاع
وزارة الدفاع سيتم تكليفها باختيار المشروعات وإنشاء المباني اللازمة لتأمين البلاد وفقا لترامب، ولن يكون للكونجرس أي دور في ذلك، ومن المرجح أن يتم نشر سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي لبناء الجدار، وتقديم نماذج للجدار.
إلغاء الطوارئ
وتتطلب حالة الطوارئ من الإدارة الأمريكية تقديم مبررات قانونية لأي إعلان طوارئ، ويحتاج الأمر إلى مراجعة الكونجرس كل 6 أشهر، وبإمكان مجلسي الشيوخ والنواب إنهاء الحالة بقرار مشترك بينهما، لكن حتى الآن، لم يتخذ البرلمان أي قرار بإنهاء حالة الطوارئ.
حالات أخرى
ترامب ليس أول رئيس يعلن حالة الطوارئ بأمريكا فتم إعلانها 60 مرة، قبل ذلك، وكانت البداية من عام 1976، حين مرر الكونجرس الأمريكي قانون حالة الطوارئ الوطنية، وذلك إثر فضيحة "ووترجيت"، التي أنهت المستقبل السياسي، للرئيس الأسبق، ريتشارد نيكسون، وأجبرته على الاستقالة من منصبه عام 1974، ثم في 1979 عقب اقتحام سفارة واشنطن لدى طهران واختطاف الدبلوماسي، أثناء قيام الثورة هناك، كما تم إعلان الطوارئ بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.