رئيس التحرير
عصام كامل

قصة رد الجيش المصري على ضرب إسرائيل لمصنع أبو زعبل عام 1970

فيتو

استيقظ سكان أبو زعبل صباح يوم 12 فبراير 1970 على أحد الأعمال الخسيسة للعدو الإسرائيلي الغاشم، وهو قصف مصنع أبو زعبل.

وبعد نكسة 1967 قررت القوات المسلحة الأخذ بالثأر من العدو الإسرائيلي بتوجيه عمليات موجعة داخل عمق العدو الإستراتيجي، وحاولت إسرائيل شغل الشعب المصري بضربات للمدنيين في العمق المصري قبل اكتمال بطاريات الصواريخ واحتلالها المواقع الأولى. 


شنت قوات الدفاع الإسرائيلية غارة جوية لقصف مصنع أبو زعبل التي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وكان به 1300 عامل، فاستشهد منهم 70 وأصيب 69 آخرون، وظن العدو أنه إذا انكسرت الجبهة الداخلية ومقاومة الشعب ستتوقف حرب الاستنزاف وغارات الصاعقة المصرية في سيناء.

ضرب مصنع أبو زعبل زاد من إصرار الجيش والشعب على الأخذ بالثأر واكتمال منظومة الصواريخ، وزار وقتها الرئيس عبد الناصر موسكو سرا، وذلك في أواخر يناير 1970، واتفق على الدفاع عن العمق في القاهرة والإسكندرية وأسوان بأحدث الصواريخ.

وعاش الشعب فترة مجيدة في فبراير والنصف الأول من مارس 1970، والتي أمكن فيها بناء مواقع جديدة للصواريخ بشكل حديث، وباستعدادات وإمكانات لا يمكن أن تحققها إلا دولة عظمى.

واستطاع المصريون "عمال وضباط" بالاشتراك مع شركة المقاولون العرب خلال 40 يوما فقط، و40 مليون جنيه لبناء قواعد الصواريخ بمعدل مليون جنيه في اليوم الواحد، وأمكن قبل منتصف مارس 1970 دخول بطاريات الصواريخ الجديدة إلى مواقعها وفق أحدث النظم الهندسية.

وبدخول البطاريات العمل في منتصف مارس 1970 تمت تغطية العمق، وشعرت إسرائيل أن معركة الطيران التي أرادت أن تحسم بها المعركة بأن تكسر مقاومة الجبهة الداخلية بغارات العمق فشلت، خاصة بعد ضرب أبو زعبل ومدرسة بحر البقر.

وانتصر الجيش والشعب على العدوان الغاشم، وكسرت يد إسرائيل التي لم تمتد لأي هدف مدني بعد هذه التغطية من قواعد الصواريخ الثابتة والمتحركة في الداخل وبطول خط المواجهة.

واختار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلقاء كلمته في عيد العمال من مصنع شبرا الخيمة للحديد والصلب، وإصدار طابع تذكاري لتخليد ذكرى شهداء مصنع أبو زعبل.
الجريدة الرسمية