رئيس التحرير
عصام كامل

حقن «الفاكتور 9».. أزمة جديدة تهدد حياة 6 آلاف مريض «هيموفيليا».. «التأمين الصحي» يتعنت في صرفها.. المستشفيات ترفع شعار«فوت علينا الصبح».. والمرضى كعب داير من أ

فيتو

مشكلة مزمنة، وبمرور الوقت من الممكن أن تتحول إلى كارثة ستصيب الآلاف، وتحديدًا مرضى «الهيموفيليا» الذين يحصلون على العلاج «حقن الفاكتور 9»، وهي حقن تستخدم كعوامل تجلط للمرضى في حالات النزيف التي تصيب مرضى الهيموفيليا، تحت مظلة التأمين الصحي.


ورغم التصريحات التي تطلقها الدكتورة سهير عبد الحميد، رئيس هيئة التأمين الصحي، التي تؤكد فيها أنه تم القضاء على ظاهرة «البيروقراطية والروتين» التي كانت تعيق استمرارية حصول المرضى على الأدوية اللازمة لعلاجهم، إلا أن المرضى يشكون من عدم توافرها في الوقت المناسب، وهو ما يعني اقتراب نهاية المريض، وهو ما أشار إليه عيد قناوي، مريض يعمل موظفا بوزارة التربية والتعليم من محافظة بني سويف بقوله: مريض الهيموفيليا يعاني من نقص عوامل التجلط في الدم، وهو ما يسبب له نزيفا مستمرا كل فترة تؤثر على عمله، والنزيف أحيانا يكون خارجيا وداخليا، ويجب توفير حقن الفاكتور له، وأضاف: يوجد نوعان من مرضى الهيموفيليا «هيموفيليا أ» و«هيموفيليا ب» والنوع الأول يصرف له فاكتور 8، في حين يحصل مريض «هيموفيليا ب» على حقن فاكتور 9.

فاكتور 8
«قناوي» أشار إلى أنه مصاب بنوع هيموفيليا ب، وفي فرع بني سويف يتم صرف فاكتور 8 للمرضى دون أي مشكلات تواجههم ويصرفون وفقا لقرار من اللجنة الثلاثية لأمراض الدم التابعة لفرع التأمين الصحي في بني سويف، بينما مرضى هيموفيليا ب يحتاجون إلى موافقة أخرى بعد موافقة لجنة الدم ببني سويف، حيث يجب إرسال قرار اللجنة إلى هيئة التأمين الصحي مركزيا في القاهرة للموافقة على الصرف، كما أوضح أنه «تعرض مرات عدة إلى نزيف، ويذهب إلى المستشفى في بني سويف وعلى الرغم من وجود حقن بها لكن يتم رفض الصرف له إلا بعد موافقة لجنة أمراض الدم بالقاهرة، وهو ما يأخذ وقتا لا يقل عن 20 يوما، وفي تلك الفترة يتعرض لنزيف ولا يحصل على العلاج.

وتابع: اللجنة العليا تعطى موافقة على صرف جرعة واحدة تشمل 4 أو 5 حقن، والمريض يحتاج إلى 5 أو 6 جرعات خلال شهر كحد أدنى، لأنه يحتاج إلى حقنة 1000 وحدة كل 24 ساعة لمدة 3 أو 5 أيام في النزيف للمرة الواحدة، وفي حالة توقف النزيف لا يمكن الاحتفاظ بباقي الجرعات، لأنه وفقا لقرار اللجنة يجب صرفها كلها مرة واحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن قرار اللجنة الثلاثية يكون لمدة 3 أشهر، وفي حالات النزيف الشديد يحتاج المريض لأكثر من جرعة.

الانتحار
«قناوي» أكد أنه في سبيل إنهاء معاناته مع المرض، وعدم توافر العلاج فكر في الانتحار أكثر من مرة إلا أنه تراجع، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتحمل نفقة شراء الحقنة المطلوبة على حسابه الخاص، لا سيما وأن سعرها يصل إلى 5 آلاف جنيه، في ظل عمله كموظف في التربية والتعليم راتبه ضعيف، وفي حالات النزيف عند غيابه عن العمل عدة أيام لا يحصل على الحوافز.

شكوى للرقابة الإدارية
محمد وليد، صاحب الـ13 عامًا، مريض بـ«الهيموفيليا» يحصل على حقن فاكتور 8 من محافظة دمياط، والحديث على لسان والده الذي أكد أنه منذ ولادته لم يحصل على حقن من التأمين طوال حياته سوى مرتين فقط، وقدم شكاوى عدة إلى الرقابة الإدارية، فما كان من التأمين الصحي إلا أن تواصل معه لحل مشكلته، وجاء لهم بفواتير الحقن التي يشتريها على نفقته الخاصة، ففوجئوا بها، ورفضوا إعطاءه استلام نفقات وذلك منذ عامين، الأمر الذي جعله يصاب باليأس من الحصول على حقن من التأمين الصحي.

وأشار إلى أن ابنه تعرض منذ شهر لنزيف فسارع بنقله إلى مستشفى دمياط العام، حيث يقوم التأمين الصحي بتوفير الحقن للمرضى في المستشفى، غير إنه فوجئ بأنهم يخبرونه بعدم توافر حقن «فاكتور 8»، كما أكد أنه يشتري الحقن بــ2400 جنيه على نفقته الخاصة ويعطيها له في المنزل، لأن المستشفى يرفض إعطاء المريض أي حقن يتم شراؤها من خارج صيدلية المستشفى، ووصف المعاملة داخل التأمين الصحي بالعذاب والتعنت فـ«لو ذهب المريض في أي وقت ليلا تكون الإجابة الصيدلية أغلقت والصرف صباحا».

الروتين
من جهته قال محمد أبو حجر، مسئول رابطة أصدقاء مرضى النزف: فاكتور 8 خلال الفترة الأخيرة لم تحدث أية مشكلات في صرفه في رئاسة هيئة التأمين الصحي نتيجة إجراء مناقصة لتوفيره، بينما في الفروع بسبب الروتين الإداري في محافظات البحيرة والفيوم يتم توفير كميات أقل من المطلوب لحاجة المرضى، أما فاكتور 9 فلا يوجد مناقصة له، ونظرا لقلة عدد المصابين بهيموفيليا ب التي تحتاج إلى فاكتور 9 يتم صرفه بالأمر المباشر من خلال شراء التأمين للمريض الذي يحتاج.

حصر رسمي
«أبو حجر» أوضح أنه «لا يوجد حتى الآن حصر رسمي بأعداد المصابين بالهيموفيليا»، مشيرا إلى أن العدد التقريبي لهم 10 آلاف مريض 60% منهم لهم تأمين صحي، والجزء المتبقى من المرضى تصرف له قرارات علاج على نفقة الدولة، ويصدر القرار بقيمة 7 آلاف جنيه لمدة 6 أشهر، وينتهي الحقن خلال شهرين مع حالات النزيف للمرض، ولا يمكن أن يصدر قرار جديد للمريض إلا بعد مرور 6 أشهر.

«فيتو» من جانبها حاولت التواصل مع هيئة التأمين الصحي للرد على مشكلات المرضى غير إنها لم تتلق أية ردود.

"نقلا عن العدد الورقي...."
الجريدة الرسمية