أسباب لجوء طفلك للكذب وطرق التعامل معه
تلاحظ بعض الأمهات لجوء الطفل إلى الكذب، سواء للهروب من العقاب، أو حتى دون أي سبب واضح، مما يصيبهم بالقلق، من تحول الكذب إلى صفة دائمة في شخصيتهم.
وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن، إلى أن هناك أنواعا من الكذب، منها ما يرتبط بالمرحلة العمرية للطفل، وهو ما يجب ألا تقلق تجاهه الأم، وهناك ما يرتبط بالتربية الخاطئة، وهو ما يجب الالتفات إليه، وإلى أسبابه.
وتستعرض الخبيرة النفسية في السطور التالية، أنواع الكذب المرتبط بالمراحل العمرية للطفل:
قد يكون طفلك لا يكذب بل يتخيل، فحاول التمييز بين خياله الواسع، وبين الكذب، فيجب التنبه إلى أن لدى بعض الأطفال خيالا واسعا، يدفعهم لابتداع مواقف وقصص؛ ليجدوا أنفسهم بين الآخرين، ولا يتجاهلهم من حولهم، ورغبة في تحقيق مكانتهم، وهذا يسمى بـ"الكذب الخيالي".
وقد يلجأ بعض الأطفال للكذب عن غير قصد؛ عندما تلتبس عليه الحقيقة، ولا تساعده ذاكرته على سرد التفاصيل، فيحذف بعضها ويضيف الآخر، بما يناسب إمكانياته العقلية.
وهذا النوع من الكذب يسمى بـ"كذب الالتباس"، وهو يزول من تلقاء نفسه، عندما تصل الإمكانيات العقلية للطفل إلى مستوى، يمكنه من إدراك التفاصيل، وتذكر تسلسل الأحداث، ولا يعني هذا الكذب انحراف في السلوك.
وتضيف سهام حسن، أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع الطفل للكذب المرضي، والتي منها ما يلي:
افتقار الطفل لوجود القدوة الحسنة في بيئته التي يعيش فيها، فمشاهدة الصغير للكبار عندما يكذبون في حياتهم اليومية له أكبر الاثر في حذو الصغير لهذا السلوك.
انفصال الوالدين ومكوث الطفل مع الزوجة الجديدة، فيتخذ الكذب كوسيلة لتسهيل أموره.
القسوة في التعامل مع الطفل تجعله يلجأ للكذب؛ ليحمي نفسه من العقاب.
التفرقة في المعاملة بين الأبناء يدفع الطفل للكذب على أخيه، لغيرته الشديدة منه وحبا للأنتقام.
وتقدم الخبيرة النفسية حلول لتخليص طفلك من الكذب، ووقايته منه.
القدوة الحسنة هي أساس العلاج والوقاية من هذه العادة المذمومة، فاحذر أن تلجأ للكذب أمام طفلك.
اجعل الطفل يعتاد مصارحتك، حتى بأخطائه، وألا يخاف مهما أخطأ، لأن الطفل يندفع للكذب في بعض الأحيان خوفا من الضرب والعقاب.
تجنب عقابه بقسوة، فالعقاب أسلوب غير مجد ووسيلة مضللة، لتعديل سلوك الكذب.
يجب أن نزرع في الطفل المفاهيم الأخلاقية والدينية، وأن نوضحها له.
ناقش معه السبب الذي دعاه للكذب، وأخبره بأن اعترافه بخطأه سيمحو عنه العقاب.
ابتعد عن تحقيره والسخرية أو التشهير به أمام إخوته، لأن ذلك يخفض من مفهوم ذاته، وبالتالي قد يلجأ للكذب لإخفاء مواطن الضعف في شخصيته أمامك.