رئيس التحرير
عصام كامل

البغيلي!


في أغسطس من عام 2014 عم الرعب مدينة مراكش بالمغرب الشقيق بعد توليد "بغلة" بإحدى القرى التابعة لها، والذي أشرف على توليدها سائح فرنسي كان موجودا بالمنطقة! وسبب الرعب انتشار شائعة أن المولود وكان جحشا هو المقصود بالحديث الشريف عن الدابة التي ستكلم الناس وأن ولادتها تعني قرب يوم القيامة!


كثيرون حرفوا الحديث وصاغوه على نحو يقول "إذا ولدت البغلة فانتظروا الساعة"، والبغلة أنثى البغل، وكلاهما حيوان هجين يأتي بعد تزاوج حصان مع حمارة، ووفقا للـ"كروموسومات" فإن صفات الحصان أو الحمارة تتفوق على الأخرى حسب جينات كل منهما..

والبغل كائن لا مستقبل له، إذ لا تناسل له، وهو قليل الذكاء منخفض الفهم لكنه كثير الحركة، جزء من ذلك يرجع إلى ما ورثه عن أمه أو ما ورثه عن أبيه.. ولا تتوقف قصص العرب وأمثلتهم عن البغال منها ضرب المثل ببغلة أبي دلامة، حتى أن العرب قالت "اعقر من بغلة أبي دلامة" و"اعقم من بغلة أبي دلامة"، وهكذا "كما قالوا للبغل من أبوك قال الفرس خالي"!

وقالت العرب في البغال شعرا كان هجاء في أغلبه منها:
"فأوصيكم بالبغل شرا
فإنه من العير في سوء الطباع قريب
وكيف يجيء البغل يوما بحاجة
تسر وفيه للحمار نصيب؟"!

بل قال أبو دلامة نفسه في بغلته:
"وقد أبلى بها قرن وقرن
وأخر يومها لهلاك مالي
فأبدلني بها يا رب طرفا
يزين جمال مركبه جمالي"!

وعلماء اللغة يقولون إن التصغير في اللغة ظاهرة صرفية.. تتعلق بالأسماء والأفعال، ولما كانت كما يقولون أيضا إن أبنية التصغير واحدة على وزن فعيل، أو فعيعل، فعيعيل، فمثلا تصغير قلم يكون قليم أو قلم صغير لا فرق، وتصغير كتاب يكون كتيب، وتصغير حمار "حمير" وبالتالي فتصغير بغل "بغيل" أو بغل صغير..

وأحيانا تأتي الياء آخر التصغير لتأكيد البغيلية أو لتأكيد التصغير أو لتأكيدهما معا! وقبل سنوات تمكن العلماء من أول استنساخ لحيوان من عائلة الخيول حيث تمكن علماء الولايات المتحدة من استنساخ أول بغل في العالم، وكما يقول علماء الوراثة إن نسبة نجاح الاستنساخ لبغال ضعيف جدًا فمن كل ثلاثمائة جنين تولد ثلاثة بغال صغيرة ـ بغيلي ـ فقط.. يقال إن اثنين منها في الولايات المتحدة والثالث الآن في إحدى الدول الخليجية!
الجريدة الرسمية