رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة يتحدث عن الأدب مع الله والرضا

فيتو

قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن هذا الكون ملك الله تعالى، والذي يرتبه هو الله تعالى، والذي يرسم أحداثه هو الله، والذي يَخْلُق كل شيءٍ فيه هو الله سبحانه وتعالى.


وكتب مفتي الجمهورية السابق عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»: «عقيدة مرتبطةٌ بالخُلُق، وهذا الخُلُق هو: التسليم والرضا، وهذا يترتب عليه عدم الغضب، عدم الصدام، عدم العنف، يترتب عليه الرحمة، ويترتب عليه الهدوء النفسي، ويترتب عليه التوكل حق التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليه من السلوكيات الطيبة واللجوء إلى الله تعالى ودعاء الله تعالى، ويترتب عليه أيضًا شكر الله سبحانه وتعالى، ويترتب عليه تعظيم النعمة التي أنعم الله تعالى علينا بها، ويترتب عليه ألا تخالف إرادتك إرادة الله سبحانه وتعالى».

وتابع: «كان هناك بعض العارفين "أبو عثمان الحيري" يقول: «منذ أربعين سنة، ما أقامني الله في حالٍ فكرهته» هذه الحكمة توضح لنا هذا الحال الطيب المستقر مع الله سبحانه وتعالى، «ما أقامني الله في حالٍ فكرهته» طبعًا الحال مُتَغَيِّر فقد يكون حال خير، وقد يكون حال ضيق وشدة، ولكنه كان راضي القلب في كلٍ من حال الضَّر والنفع، أو السرور والضيق والشدة».

وأضاف جمعة أن النبي ﷺ يقول: «عَجَبٌ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ له خَيْرٌ فإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ حتى الشوكة يشتاكها المؤمن تُكَفر عنه سيئاته، وتغفر ذنوبه، وترفع درجاته».

واستطرد: «منذ أربعين سنة، ما أقامني الله تعالى في حالٍ فكرهته، ولا نقلني إلى غيره فسخطته» يعني ينقله من حال إلى حال، من الفقر إلى الغنى، من الغنى إلى الفقر، من الفقر مرة ثانية إلى الغنى، وهو راضي، ولذلك كل ما يصدر عنه يصدر لله تعالى لا يتبرم، لا يعترض، لا يحدث عنده هَمّ وحَزَن يعطله عن إكمال الطريق».

وأضاف: «إن سخط الإنسان الحالة التي يكون عليها، ويتشوف إلى الانتقال عنها بنفسه، وأراد أن يَحْدُثَ غير ما أظهره الله سبحانه وتعالى في الكون فقد بلغ غاية الجهل بربه، وأساء الأدب في حضرته سبحانه وتعالى».

واختتم قائلا: «هذه الحكمة مرتبطة بمجموعة من الأخلاقيات تصل بك في النهاية إلى الله رب العالمين، تصل بك في النهاية إلى أن تكون مؤدبًا مع الله تعالى، ولذلك كان من دعاء الصالحين: «اللهم علمنا الأدب معك».
الجريدة الرسمية