أمينة السعيد تكتب: قوانين غير منصفة
في مجلة المصور عام 1959 كتبت الصحفية أمينة السعيد مقالا تنتقد فيه سوء تصرف بعض المسئولين حيال الإعلان عن إصلاحات في البلاد فقالت:
أتذكر أنه في عام 1949 تقرر تنفيذ قانون إلغاء البغاء الرسمي في مصر بعد أن استشرى وأصبح مهنة تسببت في انتشار العديد من الأمراض.
نفذ بالفعل القانون وباركناه جميعا.. لكن كان التنفيذ ارتجاليا تنقصه أبسط الأسباب التي تجعله خطوة إصلاحية مفيدة.. فقد شطب المشرع بجرة قلم مهنة أولئك البائسات، ولم توفر لهن الدولة مؤسسة يدخلن فيها أو مصنعا يرتزقون منه.
وكل ما حدث أن أعد لهن بيتا في طرة جعل دخوله اختياريا، فلم يقبل عليه إلا خمس نساء، ثم لم يلبثن أن هربن منه بعد أيام وتركنه خاويا على عروشه.
فلم يكن المشرع منصفا عندما وضع القانون، فقد أخلى الرجل من المسئولية واعتبره شاهدا في القضايا وحمل المراة المضبوطة متلبسة كل المسئولية، كما نص على عقابها وتعقبها حتى بعد خروجها من السجن سنتين أو ثلاثة.
واختير لها مكانين غرفة قذرة ملحقة بملجأ السيوفية للفقيرات، وبين آخر بحارة حشيش، وتتم الرقابة من السادسة مساء حتى السادسة صباحا فيتواجدن في هذين المكانين القذرين البعيدين عن أبسط الحقوق الآدمية.. وكأن الدعارة لا تقترف إلا في الليل.
ترتب على هذه النظم المرتجلة أن حل البغاء السري محل البغاء العلني واستفحل الشر واستشرى.