رئيس التحرير
عصام كامل

مشكلات المنصورة وحلولها (٢)


العظماء لواء محمد البلتاجي، واللواء فخر الدين خالد، والأديب أنيس منصور، وجمال الجمل، رحمهم الله جميعا، تعلمنا على أيديهم في الرابطة العامة لأبناء الدقهلية بالقاهرة أن الانتماء لمصر الوطن الأكبر يبدأ من الانتماء للقرية والمحافظة، وألا ننسى جذورنا، وقيمة الإنسان تقدر بما يقدمه لأهله، ومهما بلغ من المناصب وجمع من الأموال لا تساوي شيئا بجانب حب الناس، فهذا هو الرصيد الحقيقي في الدنيا والآخرة.


الأسبوع الماضي وفي هذا المكان كتبت مقالا عن حلول مشكلات محافظة الدقهلية التي أتشرف بالانتماء إليها، ولم أتوقع كل هذا التفاعل الإيجابي مع المقال من أبناء الدقهلية المهمومين بها، والذين يحلمون بأن تعود عروسا للدلتا، بعد أن طرحت في المقال مشكلات القمامة والنظافة والمواصلات والإشغالات والاستثمار والمناطق الصناعية.

د. كمال شاروبيم محافظ الدقهلية أيضا تفاعل مع المقال، وطالب بأهمية تعاون المجتمع المدني، لأن محدودية الموارد عقبة أمام إزالة جبل القمامة الذي يحتاج 150 مليون جنيه، المحافظ قال إن مشروع النقل تم طرحه على القطاع الخاص ومازال الباب مفتوحا لمن يريد أن يتقدم، كما أكد أن السلوكيات السلبية سبب في انتشار القمامة.

الشكر للدكتور شاروبيم لتفاعله مع المقال، وأقول له إن جبل القمامة من عشر سنوات كان يكفيه 10 ملايين لإزالته، اليوم يحتاج 150 مليون جنيه، والعام القادم يزداد المبلغ ويتضاعف، وكلما تأخرنا في القرار زادت التكاليف أكثر، فلماذا تتحمل الدولة تكاليف إزالتها؟

فلماذا لا يقوم كل مستثمر يرسو عليه حق استغلال أرض بتحمل التكاليف رفع القمامة مقابل تسهيلات في السداد؟!

أما بخصوص تجميل شوارع المحافظة تلقيت الاقتراح التالي من أحد أبناء المحافظة:
"انطلاقا من حبنا واعتزازنا بمدينتنا التي كانت أجمل وأنظف مدن الجمهورية أتمنى تسليط الضوء على شوارع المدينة من حيث الرصف والنظافة.. فواجهة المنصورة حاليا شارعا المشاية السفلية والجمهورية من الجامعة حتى كوبري طلخا اسمحلي أقولك إنها أصبحت أقل من مستوى الطرق والنظافة في العزب والنجوع.. وليس هناك عقبة في تنظيف الشوارع ورصفها بالشكل الذي يليق بالمنصورة التي كانت عروس الدلتا، لأن جميع المرافق تحت الأرض من شبكات مياه وصرف وكهرباء وغاز جميعها مكتملة، وتم إحلالها وتجديدها في السنوات الأخيرة.

وهذه المنطقة كلها محال من كافة الأنشطة، وفيه أفكار كتيرة للنظافة بإلزام كل محال بالنظافة أمامه ويمينا وشمالا خمسة أمتار، ويتم المتابعة والعقاب على من لا يلتزم.. ولكن يؤسفني أن ٩٥٪؜ من القمامة بهذه الشوارع هي أصلا مخلفات هذه المحال".

تلقيت أيضا أفكار مهمة من المهندس محمد عبد العظيم ومجموعة تطوير الدقهلية، وهم في غاية الحزن والأسى لهدم حديقة الحيوان وتحويلها إلى كتل خرسانة والتي كانت المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة، أما بخصوص طريق الخدمة على جانبي دائري المنصورة من سندوب حتى الجامعة فيمكن إنشاؤه على نفقة الأهالي خاصة وإننى حصلت على موافقة المحافظ على إنشائه حينما كنت مستشارا لوزير النقل.

الدقهلية محظوظة بوجود إحدى أهم جامعات مصر والمنطقة على أرضها، وهي تعتبر بيت خبرة مجاني لمحافظ الإقليم، فكوادر جامعة المنصورة تضيئ في مصر والعالم، ولن تبخل بخبرتها لتطوير محافظتهم.

قضايا الاستثمار والصناعة غاية في الأهمية، والدقهلية غنية بمواردها، وإذا أحسن استغلالها سوف تسهم في حل أزمات البطالة والإنتاج وغلاء الأسعار.. الأفكار كثيرة وما أكثر المحبين والمتطوعين وهم جاهزون لخدمة بلدهم بدون مقابل، فقط يحتاجون إلى من يستمع إليهم ويفتح لهم المجال، وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية