أنا والوزير و«التابلت».. رسائل عاجلة
في أواخر عام 2017 أعلن وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي استخدام التابلت كعنصر أساسي في العملية التعليمية بدلًا من الكتب المدرسية، وهو الإعلان الذي أثار عاصفة من الجدل بين أولياء الأمور، كما شكك عدد ليس بالقليل من خبراء التعليم والكتاب في إمكانية تحقيق ذلك؛ لأسباب عديدة تتعلق بالبنية التحتية للمدارس، ومخاوف من المعوقات التي يمكن أن تواجه الطلاب في استخدامه، ومع تأخر تسليم التابلت تزايد التشكيك في مشروع الوزير للتعليم الجديد برمته.
لكن أخيرًا، وبعد انتظار، وصل "التابلت" لأيدي طلاب الصف الأول الثانوي وتم توزيعه بالفعل على الطلاب في 20 محافظة وسيتم توزيعه في باقى المحافظات تباعا، وهذا بالطبع أمر يدعو للفرحة وتوجيه التحية للدكتور طارق شوقي ومعاونيه على جهودهم في إنجاز هذا الأمر تحقيقًا لتوجيه القيادة السياسية، ويبقى المحك هو أن تؤتى التجربة ثمارها وتحقق الهدف المرجو وهو تحديث التعليم المصري الذي يمثل بلا شك قاطرة التنمية والتقدم لوطننا.
إن تحمل الدولة مبالغ ضخمة من أجل شراء التابلت وإيصاله للطلاب يفرض على وزارة التربية والتعليم ضرورة العمل الدؤوب من أجل نجاح منظومة التابلت ففيها نجاح للمنظومة التعليمية بأكملها من شأنه أن ينقل مصر نقلة جديدة، وبالتالي فلا مجال لأى نوع من التقصير أو الفشل في هذا الملف، وخاصة مع ما يلقاه المشروع من رعاية واهتمام من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأجد هنا فرصة لتذكير الوزير بسجال دار بيننا قبل عدة أشهر على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يومها طالبته بالشفافية والرد على انتقادات الإعلام والآراء المعارضة بهدوء وتحدثت عن أسئلة مشروعة في مشروع التعليم الجديد لا يزال بعضها دون إجابة واضحة حتى الآن وأكدت له أننا لا نشكك في وطنيته وأنه يبتغى مصلحة مصر وتحقيق منجز في التعليم المصري ونحن أيضا، وقد سعدت أن الدكتور طارق شوقي في نهاية الحوار الساخن أكد ترحيبه بكل الآراء والأفكار الجادة والحوار الموضوعي..
ولا بد من القول إن نجاح منظومة التابلت ومشروع التعليم الجديد ككل يتوقف ليس فقط على جهود الوزارة المخلصة والدؤوبة ومواجهة أي خلل في المنظومة ولكن أيضا على فتح المجال للحوار والاستماع للآراء المختلفة مهما كانت، طالما أن مصلحة مصر هي العنوان والغاية.