تفاصيل اليوم الرئاسي الختامي بأديس أبابا.. السيسي يستعرض أجندة الاتحاد الأفريقي.. يطالب بزيادة حجم التعاون مع البنوك الأفريقية بالمجالات التنموية.. يشدد على دفع مبادرات التكامل الاقتصادي
شهد اليوم الأخير من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا نشاطا كبيرا حيث التقى الرئيس السيسي، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية.
التعاون المشترك
ورحب الرئيس بتنامي علاقات التعاون المشترك بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية، معربًا في هذا الصدد عن تقديره لدور البنك في دعم القطاعات التنموية بالقارة الأفريقية.
وأكد الرئيس تطلع مصر لاستمرار وزيادة حجم التعاون مع البنك خلال الفترة المقبلة في مختلف المجالات التنموية، في ضوء الجهود المتعددة الجارية من أجل تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وكذلك القدرة الاستيعابية للاقتصاد المصري ونموه المطرد، فضلًا عما يتمتع به من مزايا ومقومات وفرص استثمارية واعدة، لا سيما في مجالات مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية الأساسية والنقل والمواصلات، إلى جانب مشروعات الشباب والمرأة، ومشروعات التعاون الفني الموجهة للقطاعات التي تستهدف الاستثمار في رأس المال البشري كالتعليم والصحة.
مبادرات الاندماج الإقليمي
وأكد الرئيس كذلك اهتمام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019 بتعزيز التعاون مع البنك لدفع مبادرات الاندماج الإقليمي وعملية التكامل الاقتصادي ومشروعات الربط بين الدول الأفريقية، وذلك في إطار جهود تدعيم مجالات التعاون الاقتصادي والتنموي على مستوى القارة وتعزيز حجم التجارة البينية.
من جانبه؛ أشاد "أديسينا" باستمرار التحسن في أداء الاقتصاد خلال الفترة الأخيرة مع مواصلة تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على العديد من المؤشرات الاقتصادية، مثمنًا على وجه الخصوص إستراتيجية الدولة لإقامة المشروعات القومية الكبرى، بما تستوعبه من أعداد كبيرة من عمالة الشباب، فضلًا عن الخطط متوسطة وطويلة الأجل التي تطبقها الدولة في مجال البنية الأساسية، والتي تمثل أهمية حيوية كعنصر محفز للنشاط الاقتصادي والتجاري.
البنك الأفريقي للتنمية
وأشار رئيس البنك الأفريقي للتنمية كذلك إلى اهتمام البنك خلال الفترة الحالية بتشجيع التكامل الاقتصادي العقاري، وتمويل المشروعات العابرة للحدود، وذلك في إطار دعم مبادرات الاندماج الإقليمي بين دول القارة في مجالات تحقيق التنمية المستدامة، مع استعراض إمكانية الاستفادة في هذا الخصوص من القدرات الفنية المصرية لمختلف الدول الأفريقية، بما يمثل فرصة هامة لتدعيم التعاون والتكامل الإقليمي عبر القارة من خلال البنك، لا سيما في ضوء اهتمام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي بتعزيز ذلك التوجه.
البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد
كما التقى الرئيس السيسي، بمقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا بينديكت أوراماه، رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد.
وأكد الرئيس خلال اللقاء تقدير مصر للتعاون المشترك القائم مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، مشيدًا بدور البنك في تمويل وتعزيز التجارة البينية داخل أفريقيا وإلى خارجها.
المشروعات الصغيرة والمتوسطة
كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لمزيد من مجالات التعاون مع البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، في ضوء عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي يجري تنفيذها في مصر، خاصةً في مجالات دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل الواردات المصرية الإستراتيجية، وتعزيز الصادرات المصرية إلى أفريقيا، إلى جانب تشجيع انخراط البنك في دعم المشروعات القومية الجاري تنفيذها حاليًا في مصر، وفي مقدمتها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأعرب الرئيس كذلك عن تقدير مصر لما بذله البنك من جهد في تنظيم النسخة الأولى من معرض التجارة البينية الأفريقية في ديسمبر الماضي بالقاهرة، وذلك بالتعاون مع الحكومة المصرية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والذي كانت نتائجه واستخلاصاته بمثابة قيمة مضافة لمسار دعم تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تعد المحرك الرئيسي لتعميق عملية التكامل الاقتصادي في أفريقيا، وهي العملية التي تسعى مصر بكل قوتها لدفعها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019 بهدف العمل على إدخال الاتفاقية حيز النفاذ قبل انتهاء دورة الرئاسة المصرية.
نجاح مصر
ومن جانبه ثمن رئيس البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد علاقات التعاون الوطيدة مع مصر ومؤسساتها المالية المختلفة، مشيدًا بنجاح مصر في تنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادي، والذي ساهم في التعافي التدريجي للاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات النمو وتعظيم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، الأمر الذي يعتبر نموذجًا يحتذى به لباقي الدول الأفريقية للاستفادة من التجربة والخبرة المصرية في هذا الصدد.
كما استعرض "أوراماه" خطة البنك للمشروعات والبرامج المزمع تنفيذها خلال المرحلة المستقبلية، مؤكدًا حرص البنك على توسيع أنشطته في مصر، والعمل مع الحكومة على دعم التجارة بين مصر والدول الأفريقية.
كما اجتمع الرئيس السيسي، بمقر الاتحاد الأفريقي مع كلٍ من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقيه ونائبه كويسي كوارتي، إلى جانب باقي المفوضين بالاتحاد، وذلك في ختام زيارة الرئيس إلى أديس أبابا عقب ترؤس الرئيس للقمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.
ورحب الرئيس بلقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ومعاونيه، مثنيًا على أدائهم المتميز في إدارة المؤسسة، لا سيما في إطار الإعداد لاجتماعات القمة الأفريقية.
روح فريق العمل
وأعرب عن تطلع مصر لتكريس روح فريق العمل الواحد من خلال التنسيق والتعاون الوثيق مع رئيس المفوضية وطاقمه خلال الفترة المقبلة سعيًا نحو تحقيق المستهدفات المنشودة من الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019 على طريق تنفيذ أجندة التنمية في أفريقيا 2063، بما يخدم مصالح القارة الأفريقية ويلبي تطلعات شعوبها ويعزز من دور الاتحاد على الساحة الدولية.
مقررات القمم الأفريقية
وأكد الرئيس اعتزام مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي بذل كل الجهد لمواصلة التطور في مختلف الموضوعات المطروحة على أجندة الاتحاد، لا سيما من خلال التركيز على قطاعات التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي وتطوير منظومة العمل به،ومتابعة تنفيذ مقررات القمم الأفريقية في مختلف المجالات، والتعاون مع الشركاء الدوليين.
ومن جانبه أكد "فقيه" أهمية مصر وثقلها في القارة الأفريقية، لا سيما في ضوء كونها إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقي، والتي مثلت الدعامة الأولى للعمل الأفريقي المشترك.
أجندة التنمية
وأعرب عن تفاؤله برئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لتدعيم جهود تطبيق أجندة التنمية في أفريقيا 2063، خاصةً في ظل ما يتمتع به الرئيس من خبرة ورؤية ثاقبة في التعامل مع قضايا القارة الأفريقية، ومشددًا على دعم المفوضية له في مهمة قيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة والتاريخية من عمر الاتحاد والتي تفرض تحديات كبيرة تؤثر على مستقبل القارة ككل.
كما أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالبصمة المصرية الملحوظة في إطار دعم خطط التكامل الاقتصادي بالقارة وتطوير بنيتها التحتية وتعزيز التجارة البينية بها على وجه الخصوص، والحرص المصري على تحقيق طفرة إيجابية في هذا المجال، لا سيما من خلال استضافة عدد من الفعاليات القارية المهمة في هذا الصدد، كمنتدى أفريقيا للاستثمار الذي شارك فيه بنفسه كمتحدث رئيسي.
الأحداث الرئيسية
وتناول اللقاء استعراض أهم الأحداث الرئيسية على أجندة الاتحاد الأفريقي خلال دورة الرئاسة المصرية؛ والتي يتمثل أبرزها في القمة الصيفية التنسيقية في النيجر، فضلًا عن قمم المشاركات الإستراتيجية مع اليابان والمجموعة العربية.
كما تم عرض أهم الأولويات الموضوعية لمختلف إدارات الاتحاد خلال العام الحالي، بما فيها موضوعات الصحة والتجارة والصناعة والبنية التحتية والطاقة والعلوم والتكنولوجيا والإصلاح المالي والإداري للاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور والتواصل المكثف خلال الفترة المقبلة لضمان سلاسة عملية اتخاذ القرار عن طريق الرئاسة المصرية للاتحاد والاستفادة من الدور التنسيقي للمفوضية في هذا الخصوص.
وأكد الرئيس لمسئولي المفوضية أن مصر ستعمل من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على استكمال مسيرة جهود الرؤساء السابقين للاتحاد لتلبية آمال وطموحات الشعوب الأفريقية في قارة قوية وموحدة من خلال دفع المشروعات والبرامج التي تستهدف المواطن الأفريقي بالأساس.
ونوه بالحمل الثقيل الملقى على عاتق مصر واعتزامها توفير كل الدعم المطلوب لإنجاح هذه المهمة، مؤكدًا أن ذلك لن يكتمل إلا من خلال العمل الجماعي المتمثل في مساندة المفوضية وباقي الدول الأعضاء بالاتحاد.