الشيخ محمد أحمد قطب يكتب: «دكاترة» وزارة التضامن!
حكايتي مع "دكاترة وزارة التضامن الاجتماعي" مأساة، وتلك إحدى مآسي العمل الخيري التي ما زلت أعيش فيها، وأنكوي بنارها من بشر، نسوا أنهم بشر، وأوهموا أنفسهم بأنهم قوم فوق البشر، وأننا عبيد لهم، وكل جريمتي أنني اخترت الطريق السليم، وبلغة القرآن؛ طريق الصراط المستقيم، ولم أكن أعلم أن الشفافية والالتزام والصدق والمال الحلال عملات انتهى عصرها.
وكما حدث لأهل الكهف حينما استيقظوا من سباتهم ونزلوا المدينة لكى يشتروا طعامًا فانكشف أمرهم، وعلموا أنهم يعيشون في زمان غير زمانهم فودعوا الزمان والمكان وبنى الناس عليهم مقامًا.
استيقظت من غيبوبتى لكى أرى وأسمع ما لا أود أن أراه أو أسمعه، وتذكرت الحكمة الصينية التي مثلها القرود الثلاثة؛ وضع أحدهم كفيه على أذنيه، أي (لا أسمع ) والآخر وضع كفيه على عينيه (لا أرى) والأخير وضع كفيه على فمه أي (لا أتكلم).
هذا هو ملخص الحياة في قرننا الحادى والعشرين، الغالبية فيه تقول: نفسى نفسى وبعدى الطوفان.. ولا عجب.. أخلاقيات وعادات وتقاليد أهيل عليها التراب لكى تظهر أمور أخرى حتى إننى أصبحت كالديناصور الذي حكم عليه الرحمن أن يعيش في غير عصره لحكمة لا يعلمها إلا هو.
رأيت نفسى أسبح في دوامة.. لا أقول بحر، ولكن دوامة محيط للفساد، وأنا يُدار بى في دائرة لا فكاك منها.. كلما حاولتُ المقاومة رفعتني أمواج الفساد، وألقتني مرة على وجهى، ومرة على ظهرى، وأنا أدور، لا أملك من أمر نفسي شيئا.. رائحة الماء الفاسد النتن الذي أدور فيه كالجيفة حينما ينفجر بطنها في الأربعين في القبر، لا أجد شيئا أمسك به، أنا أدور، لا أملك من أمر نفسى شيئا.. الفساد يغطيني من شعر رأسي إلى أخمص قدمي.. لا يجعلني أرفع هامتي لكي أشم بعض هواء الرحمن، فأنا محكوم لا حاكم.. أنا مقود لا قائد.. أنا مسير ولست مخيرا، ولكن سأحاسب لا أستطيع الصراخ أو طلب النجدة، فليس معى ولا لى إلا الله، من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
هل أنا أقاوم طواحين الهواء؟! أم أؤذن في مالطة؟! أم أحارب كائنات لا مرئية؟! كيف أخرج من دوائر دوامات الفساد؟! أريد النور، كفانى ظلمة وظلاما فلم يبقَ في العمر الكثير.
الأدهى والأمرُّ أن أرى أمام عينى وحدة، تسمى وحدة التدخل السريع، وهى وحدة منشأة في وزارة التضامن كلهم من حاملى الدكتوراه، ولا أعلم لماذا ؟! كل علمى أن هذا المسمى خاص بوزارة الداخلية، وهو لوحدة تحمى البلاد والعباد الصالحين من الإرهاب والارهابيين، فقامت وزارة التضامن باستعارة المسمى!
وسألت نفسى: أين رجال الشئون أصحاب الخبرة الذين تعلمنا على أيديهم بهاماتهم وقاماتهم وخبراتهم؟! وجدتهم قد انزووا في ركن بعيد فلم يعد لهم مكان!
وسألت نفسى ثانية: من الإرهابيون الذين تترصدهم وحدة التدخل السريع للشئون الاجتماعية وزارة الفقراء والأيتام والمساكين والمطلقات والغارمات وأصحاب الاحتياجات الخاصة والمسنين والمسنات أي وزارة ضعاف الأمة الذين بهم تنتصر الأمة؟!
العجب أن الإرهابيين في عرف هؤلاء هم رؤساء الجمعيات الخيرية الذين ينقض عليهم هؤلاء الدكاترة بأنيابهم ومخالبهم، لكى يطهروا الوطن منهم وتؤدبهم وتغلق دورهم.. لا، وألف لا.. لسنا إرهابيين، ولن نكون.. إن نسيتم يا وحدة التدخل السريع فلا تنسوا أننا نحن الذين يبنون هذا الوطن، ولولا تلك الجمعيات ما كانت وزارة التضامن.. إن نسوا فلن ينسوا أن الجمعيات الخيرية هي التي أوجدت أولا، وهى التي طالبت الدولة بأن تكون لها وزارة، فكانت وذاقت الجمعيات المر والخسارة.
ولكن الذي لم ولن أتصوره أن تكون تلك الوحدة.. اللهم ارحمنا وأرحنا منها ذات الخبرة المحدودة والمنفذة للأوامر المكتوبة.. هي التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وباستخدام الضبطية القضائية!
اللهم لا اعتراض على حكمك، ولكن كجمعيات شريفة وكرؤساء لجمعيات لها بصمة في خدمة الوطن، أقول: لا.. وألف لا.. ارفعوا أيديكم.. فسينتهي العمل الخيرى عليها، واتركوا الأمر لأصحاب الخبرة في الوزارة الذين تعلمنا على أيديهم، وإن كنتم مصريين على التواجد فغيروا المسمى، فمسمى وزارة الداخلية نقبله لأنه يحمينا كمواطنين من أهل الشر، أما بالنسبة لكم وقد جعلتمونا ارهابيين فلا نقبله ونشجبه ونعترض عليه.
استيقظت من غيبوبتى لكى أرى وأسمع ما لا أود أن أراه أو أسمعه، وتذكرت الحكمة الصينية التي مثلها القرود الثلاثة؛ وضع أحدهم كفيه على أذنيه، أي (لا أسمع ) والآخر وضع كفيه على عينيه (لا أرى) والأخير وضع كفيه على فمه أي (لا أتكلم).
هذا هو ملخص الحياة في قرننا الحادى والعشرين، الغالبية فيه تقول: نفسى نفسى وبعدى الطوفان.. ولا عجب.. أخلاقيات وعادات وتقاليد أهيل عليها التراب لكى تظهر أمور أخرى حتى إننى أصبحت كالديناصور الذي حكم عليه الرحمن أن يعيش في غير عصره لحكمة لا يعلمها إلا هو.
رأيت نفسى أسبح في دوامة.. لا أقول بحر، ولكن دوامة محيط للفساد، وأنا يُدار بى في دائرة لا فكاك منها.. كلما حاولتُ المقاومة رفعتني أمواج الفساد، وألقتني مرة على وجهى، ومرة على ظهرى، وأنا أدور، لا أملك من أمر نفسي شيئا.. رائحة الماء الفاسد النتن الذي أدور فيه كالجيفة حينما ينفجر بطنها في الأربعين في القبر، لا أجد شيئا أمسك به، أنا أدور، لا أملك من أمر نفسى شيئا.. الفساد يغطيني من شعر رأسي إلى أخمص قدمي.. لا يجعلني أرفع هامتي لكي أشم بعض هواء الرحمن، فأنا محكوم لا حاكم.. أنا مقود لا قائد.. أنا مسير ولست مخيرا، ولكن سأحاسب لا أستطيع الصراخ أو طلب النجدة، فليس معى ولا لى إلا الله، من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
هل أنا أقاوم طواحين الهواء؟! أم أؤذن في مالطة؟! أم أحارب كائنات لا مرئية؟! كيف أخرج من دوائر دوامات الفساد؟! أريد النور، كفانى ظلمة وظلاما فلم يبقَ في العمر الكثير.
الأدهى والأمرُّ أن أرى أمام عينى وحدة، تسمى وحدة التدخل السريع، وهى وحدة منشأة في وزارة التضامن كلهم من حاملى الدكتوراه، ولا أعلم لماذا ؟! كل علمى أن هذا المسمى خاص بوزارة الداخلية، وهو لوحدة تحمى البلاد والعباد الصالحين من الإرهاب والارهابيين، فقامت وزارة التضامن باستعارة المسمى!
وسألت نفسى: أين رجال الشئون أصحاب الخبرة الذين تعلمنا على أيديهم بهاماتهم وقاماتهم وخبراتهم؟! وجدتهم قد انزووا في ركن بعيد فلم يعد لهم مكان!
وسألت نفسى ثانية: من الإرهابيون الذين تترصدهم وحدة التدخل السريع للشئون الاجتماعية وزارة الفقراء والأيتام والمساكين والمطلقات والغارمات وأصحاب الاحتياجات الخاصة والمسنين والمسنات أي وزارة ضعاف الأمة الذين بهم تنتصر الأمة؟!
العجب أن الإرهابيين في عرف هؤلاء هم رؤساء الجمعيات الخيرية الذين ينقض عليهم هؤلاء الدكاترة بأنيابهم ومخالبهم، لكى يطهروا الوطن منهم وتؤدبهم وتغلق دورهم.. لا، وألف لا.. لسنا إرهابيين، ولن نكون.. إن نسيتم يا وحدة التدخل السريع فلا تنسوا أننا نحن الذين يبنون هذا الوطن، ولولا تلك الجمعيات ما كانت وزارة التضامن.. إن نسوا فلن ينسوا أن الجمعيات الخيرية هي التي أوجدت أولا، وهى التي طالبت الدولة بأن تكون لها وزارة، فكانت وذاقت الجمعيات المر والخسارة.
ولكن الذي لم ولن أتصوره أن تكون تلك الوحدة.. اللهم ارحمنا وأرحنا منها ذات الخبرة المحدودة والمنفذة للأوامر المكتوبة.. هي التي تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وباستخدام الضبطية القضائية!
اللهم لا اعتراض على حكمك، ولكن كجمعيات شريفة وكرؤساء لجمعيات لها بصمة في خدمة الوطن، أقول: لا.. وألف لا.. ارفعوا أيديكم.. فسينتهي العمل الخيرى عليها، واتركوا الأمر لأصحاب الخبرة في الوزارة الذين تعلمنا على أيديهم، وإن كنتم مصريين على التواجد فغيروا المسمى، فمسمى وزارة الداخلية نقبله لأنه يحمينا كمواطنين من أهل الشر، أما بالنسبة لكم وقد جعلتمونا ارهابيين فلا نقبله ونشجبه ونعترض عليه.