هل تهدم صراعات محمد ناصر ومعتز مطر منظومة الإخوان الإعلامية؟.. شروط مجحفة لكل منهما لعدم العمل في وجود الآخر.. حسم الحرب متوقف على «المال والنفوذ والتسريبات».. وباحث: نهاية شعارات الكذب
عاد معتز مطر على استحياء للشاشة، بعد إيقافه عن قناة الشرق، إثر صدام كبير مع أيمن نور رئيس مجلس إدارة القناة، ومع أن «نور» قام بتأجيل ملف «معتز» مؤقتا، وأعاده للشاشة، إلا أن الأزمة كشفت كيف تدار العلاقات بين منسوبي «شرعية الإخوان»، وعلاقتهم ببعضهم البعض.
تسريبات أيمن نور
ساهم تداول العديد من وسائل الإعلام، لكواليس إبعاد معتز مطر عن قناة الشرق، والتسريبات التي خرجت عن حقيقتها، في لجوء أيمن نور للضرب بعصا غليظة على رأس معتز مطر، والاستعانة بلجانه على السوشيال ميديا، لتسريب راتبه، ورغبة المذيع المفضل للإسلاميين في المتاجرة بكل شيء، ولم يكتف بذلك، بل سرب بعض المعلومات التي تفيد بإدمان معتز للكحوليات والمخدرات، لإفقاد الثقة فيه.
الحقيقة
السبب الحقيقي للخلافات التي اندلعت بشكل مباشر بين معتز وأيمن نور، محاولة الأخير الدفع بمحمد ناصر، المذيع الأشهر بقناة مكملين، لتقديم برنامج على قناة الشرق، بما يضعه في منافسة واضحة مع «مطر»، لتخفيف قبضة معتز على القناة وتحكمه في كل كبيرة وصغيرة بها، فشعر «مطر» بغدر من التلويح بورقة ناصر، لذا وضع شروطا قاسية، بما فيها فضح مواقف نور، وكسر شوكته في تركيا، خاصة أن معتز كان شاهدا على كثير من الكواليس الخلفية لما يجرى في إسطنبول، ويعرف جيدا أوراق اللعبة.
الصراع بين معتز ومحمد ناصر، بدأ منذ تبوء كل منهما مكانة خاصة في الإعلام الإخواني، منذ عزل مرسي، فوضعا شروطا مجحفة، تضمن عدم وجود أي منهما في وسيلة للعمل معًا، وهو ما يعرفه جيدا أيمن نور، لذا قرر ضرب معتز، لإجباره على الخروج من القناة، واستبداله على الأقل بناصر، وفق صفقة مع إخوان تركيا، يذهب معتز بموجبها إلى مكملين، ويأتي ناصر للشرق، وبذلك يستحوذ بشكل منفرد بالقناة، على أن يفرغها من ناصر نفسه فيما بعد، ليتسيد المشهد بمفرده.
مخطط تدمير معتز
حاول أيمن نور بكل الطرق تنفيذ مخططه، ولجأ لترهيب معتز وتحديد إقامته إعلاميا وتجميده، واغتياله معنويا، ولكن الموقف أوضح أنه على قدر كبير من القوة لن تمكن نور من التخلص منه بهذه السهولة، على الأقل في الوقت الحالي، بينما كان «ناصر» يترقب، ولم يكن يمانع في الذهاب إلى الشرق في وجود معتز، خاصة أنه يعلم جيدا ما الذي يريده نور، ولكن مصالحه ستكون مرتبطة بأفكار زعيم حزب الغد، الذي يتوسع في شبكته الإخبارية، بما يضمن لناصر انتشار وأموال أكبر.
إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن ما يحدث بين الإخوان، والصراع بين العاملين في قنواتهم، كان متوقعا بسبب ما أسماه شعارات الكذب التي يرفعونها منذ خروجهم من مصر، موضحا أنه محترفين في المتاجرة بكل شيء.
ويرى ربيع أن العقيدة الأساسية التي تحكم أي إخواني، أو التابع له أن يكون «كذوبا»، بارعًا في التلون والمراوغة والمناورة، وهو ما يحدث الآن في القنوات الإخوانية، على حد وصفه.