رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الطيران.. وبشائر الأرباح


خسائر متلاحقة عاما بعد عام عقب ثورة ٢٥ يناير تكبدتها الشركة الوطنية مصر للطيران، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ورفع الراية البيضاء، ويعقبها رحيل أول شركة طيران في أفريقيا والشرق الأوسط، وسابع شركة في العالم من سوق النقل الجوي، لكن هيهات وهيهات فمعادن المصريين تظهر وقت الشدائد، حيث عزم الرجال على مواجهة التحديات بالإرادة القوية والصبر على البلاء. 


بدأ الرجال الذين توحدوا وتحصنوا بالخبرة والعلم وكيفية إدارة الأزمات في مواجهة الصعاب بحلول فورية، لكن الأزمة طاحنة نتيجة التشغيل الضعيف والأحداث التي تشهدها البلاد في الشارع المصري، بسبب جماعة الشر التي كانت في البداية مهيمنة على المؤسسات والهيئات.

رويدًا رويدًا بدأت الأوضاع تتحسن بعد ثورة ٣٠ يونيو، والخسائر تنخفض لدى مصر للطيران التي قد يبدو عليها أنها تتنفس الصعداء، وفجأة واجهت عملية الإصلاح الاقتصادي للدولة المصرية، وتحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار بهدوء شديد، لأن المسئولين يدركون أن مصلحة الدولة في المقدمة، وبدأت الصورة الضبابية تختفي، وتعلن الشركة عن صفقات طائرات تؤكد من خلالها أنها قادمة بقوة مع استكمال مسيرة تعظيم العائد وترشيد النفقات، إضافة إلى مشروعات أخرى، وهذا ما كان منتظرًا من شركة عملاقة لها تاريخ وريادة نجحت في أن تتغلب على أحزانها، وتحقق أهدافها اعتمادًا على ذاتها، حيث لا تتلقى دعما من الدولة.

أخيرًا أعلنت الشركة القابضة أن صافي أرباح الشركة خلال الستة أشهر الأولى من العام المالي الحالي ٩٥١ مليون جنيه.. هذه الأرباح نتاج جهود القابضة وتسع شركات تابعة.. الأرباح المعلنة قد لا تلقى استحسانًا من البعض لكنها بداية لانطلاقة انتظرناها سنوات لإعلان الشركة عن أرباحها بعد غياب سبع سنوات عنها. 

على العموم كان منتظرًا ما تحقق بعد تولي الفريق "يونس المصري" الحقيبة الوزارية للطيران المدني لأنه منذ بداية مهمته القتالية، حدد الهدف الذي يصبو إليه في كافة الأنشطة، ووضع إستراتيجية العمل لكل شركة، والأهم من ذلك أنه لا يقبل التخاذل أو التهاون في العمل لأي مسئول مهما كان موقعه.. أزعم أن الطيران المدني في عهده سيكون شكل تاني متماسكًا وقويًا وعالميًا والأيام بيننا.
الجريدة الرسمية