لندنستان !
هذا هو عنوان الفصل السادس عشر لكتاب "مارك كورتيس" (التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين) وفى مقدمته يقول: كانت لندن في التسعينات من مراكز العالم الكبرى بالنسبة للجماعات الإسلامية المتطرفة على غرار الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وجماعة الجهاد المصرية، والقاعدة نفسها من خلال مكتبها، لجنة الشورى والإصلاح..
وكانت كلها كلها قد أنشأت قواعد في لندن. كانت القاعدة تعتبر لندن المركز العربى لعملياتها في أوروبا، وكان كثيرون من معاوني بن لادن الرئيسين يعملون من هناك. وتم جمع ملايين الجنيهات في بريطانيا لتمويل قضايا الإرهاب وتجنيد المجاهدين للقتال في شتى أنحاء العالم، من أفغانستان لليمن.. وكان ما سمى (عهد الأمن) بين المتأسلمين المتطرفين في بريطانيا وإدارات الأمن سمة أساسية للندنستان.
وينقل المؤلف وصف "كريسبن بلاك"، المحلل السابق لمعلومات المخابرات في رئاسة مجلس الوزراء البريطاني لهذا العهد فيقول: إن هذا العهد عادة بريطانية قديمة وتقضى بتوفير الملجأ والرفاهية للمتطرفين المتأسلمين على أساس افتراضي صامت بأننا إذا وفرنا لهم الملاذ الآمن فإنهم لن يهاجموننا.. كما ينقل عن ضابط في الفرع الخاص وصفه لهذا الاتفاق بأنها صفقة بريطانية مع شذاذ الآفاق!
غير أن المؤلف يكشف أن عهد الأمن هذا، أو الصفقة البريطانية مع المتأسلمين، لم تمت ببساطة مع ١١ سبتمبر. فقد سمح لمتطرفين إسلاميين فرادى مثل "أبى حمزة" و"أبى قتادة" بمواصلة أنشطتهم المتطرفة، لأنه كان يسود اعتقاد بأن التواطؤ مع المتأسلمين مفيد لمساندة السياسة الخارجية البريطانية.