رئيس التحرير
عصام كامل

عن الزعيم الذي وزع «السيسي» أمس جوائز باسمه!


"نكروما".. الزعيم الأفريقي الكبير الذي أحب مصر وتزوج منها ويعيش ابنه فيها.. ومسيرته السياسية والنضالية معروفة.. نضال طويل من أجل وطنه وإبعاد المحتل الأجنبي عنه ورفع الظلم عن شعبه.. وتحقق ذلك قبل أن يكمل عامه الخمسين، لكنه يصبح رئيسا بعدها بثلاث سنوات منتخبا بشبه إجماع يليق بقائد تحرير بلاده من المستعمر!


"نكروما" احتفظ لمصر بدورها في دعمه.. وأحبها وأحب زعيمها "جمال عبد الناصر" وكان أحد القادة المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية التي تغير اسمها عام 2002 إلى "الاتحاد الأفريقي"، ولذلك كان جزءا كبيرا من وقته يقضيه في مصر كأنه في شوارع العاصمة الغانية "أكرا" تماما.

محل شهير يعرفه ويحبه المصريون يشترون منه احتياجاتهم الأساسية يشهد أول دقة قلب للزعيم الأفريقي الكبير.. يطلب من مرافقيه أن يغادر خلفها في الحال ليعرف عنوانها.. أعجبته بوقار وجمال وشياكة الستينيات، فيعود مسرعا للاتصال بالرئيس "عبد الناصر" ويلخص له ما جرى.. فيقرر "عبد الناصر" دعمه بأن يطلب من زوجته السيدة "تحية كاظم" أن تذهب لتطلب يد الآنسة "فتحية رزق" إلى رئيس جمهورية صديقة!

تفاصيل كثيرة وممتعة في قصة الزواج سبق وأن رويناها شبه تفصيليا، إلا أن الزواج الذي تم في إحدى كنائس القاهرة انتهى لأن تكون ابنة مصر السيدة الأولى في غانا، وتعيش هناك وتصبح معشوقة الغانيين الذين أحبوها جدا، وظل الود قائما حتى بعد الانقلاب على زوجها ورحيله إلى رومانيا، ثم رحيله فيها بعدها بعام.. وتلحق به عند الرفيق الأعلى بربع قرن بالتمام والكمال وهو نفس فارق العمر بينهما تقريبا!

"نكروما".. ومن شدة حب شعبه له والإخلاص لسيرته واحترام مسيرته أجبر الانقلابيين على إعادة جثمانه ليدفن على ثري بلده الذي حرره بدلا من دفنه في بلد مجاور لهم.. وأعيد كتابة تاريخه بعد أعوام قليلة من تشويهه وتزييفه.. واليوم أكثر من ثلاثة أحزاب تحمل فكرة وتتنافس على البرلمان الغاني.. واليوم تكرمه قارته كلها وتخلد ذكراه ويوزع الرئيس "السيسي" جوائز التفوق التي تحمل اسمه وهو يشيد بدور "الآباء المؤسسين" في وحدة أفريقيا.. وكما احتضنته مصر في الأولى.. وتحتضن ابنه "جمال نكروما" واحدا من ابنائها وصحفيا مرموقا بالأهرام.. تحتضن مصر تاريخه المجيد وعلي جائزة مهمة في الثانية!
الجريدة الرسمية