مخاطر مواقع «الشك» لكشف الخيانة.. رابطة للشباب تنفذ مقالب للمساعدة في معرفة الحقيقة.. خبراء علم النفس: أساليب غير أخلاقية ومستخدميها شخصيات تشكيكية غير سوية.. والأسلوب غير قانوني

نظم مجموعة من الشباب جروب تابع لقناة الهلالي شو على اليوتيوب، يدعون خلاله أنهم يساعدون أي شخص في كشف خيانة حبيبته، وبالفعل تواصل الكثير من الشباب معهم لطلب المساعدة، وكان من بينهم صاحب محل ملابس أراد أن يختبر حبيبته تدعى "منى" التي تعمل بائعة في المحل الخاص به، شك فيها بسبب تغير أسلوبها معه في حالة مروره بضائقة مالية وتعاملها جيدا إذا تيسرت الأمور معه، فقرر طلب المساعدة للتعرف إذا كانت تحبه بالفعل أما تمثل عليه بسبب فلوسه، وبالفعل تواصل الفريق معه وأرسل شابا للفتاة وهي تعمل في المحل وطلب منها شراء قميص كخطوة أولى، وفي الخطوة التالية بعد بضعة أيام يتواصل معها مرة أخرى ويطلب أوردر جديد، ثم يغريها بالمال ويسألها إذا كانت مرتبطة أو لا، وهل من الممكن الخروج معه للتعرف إذا كانت تلك الفتاة مخلصة أم تخون.

وبالفعل نفذت الخطة وفي الخطوة الأولى طلبت الفتاة أموالا أكثر من السعر الحقيقي للقميص، وقالت لصاحب المحل إنها باعت القميص بسعر 200 جنيه، رغم أنها أخذت 450 جنيها لسعره، وفي الخطوة الثانية كشف القائم بالمقلب أمام الفتاة أنه غني ويعمل في مجال العقارات ويكسب الملايين، وعبر لها عن إعجابه وبالفعل تجاوبت "منى" معه وبادلته الإعجاب، وفي النهاية جاء صاحب المحل وواجهها بما حدث وتركها وذهب.

التفسير النفسي
مقالب كثيرة من هذا القبيل زادت الفترة الماضية، يقف الكثير أمامها حائرا هل ألجأ إليها لمعرفة حقيقة الشك الذي بداخلي أم أنني لم أجلب لنفسي سوى التعب والصدمة والمشقة، وهو ما حاولت "فيتو" التعرف على حقيقته مع خبراء علم نفس.

أسلوب غير أخلاقية
يقول ماهر الصبغ، أستاذ علم النفس في الجامعة الأمريكية إن كشف الخيانة أمر جيد لتكون المواجهة بالأدلة، مشيرا إلى أن أفضل أسلوب للتعامل مع الخيانة المواجهة ولكنها بدون أدلة تكون فاشلة ولا قيمة لها، واستخدام هذا الأسلوب في المواجهة غير أخلاقي تماما، ومن الممكن أن ينتج عنه كوارث أخرى غير أخلاقية، وخاصة إذا كان الشخص الذي يقوم بالمقلب غير موثوق فيه، مطالبا بالابتعاد نهائيا عن اتباع تلك الأساليب في كشف الخيانة.

أما عن طلب النصائح من تلك الصفحات والمواقع للكشف عن الخيانة، يقول "الصباغ" محاولة مواجهة الشخص تحت ضغط أفضل أساليب اعتداله عن هذا الأمر الشنيع، فطلب النصيحة أمر جيد، ولكن لابد أن يكون من شخص مثقف موثوق فيه، ويفضل أن يكونوا خبراء أو أطباء علم نفس.

شخصيات تشكيكية
ومن جانبه، هاجم جمال فرويز هذا الأسلوب في التعرف على الخيانة، مؤكدا أن الأشخاص الذين يلجئون لهذا الأسلوب شخصيتهم تشكيكية، وتصرفاتهم في الغالب تكون خطأ ويتخيلون أن كل الناس مثلهم، فلا يوجد شخصية سوية تلجأ لهذا الأسلوب.

وأوضح "فرويز" أن هذه الأفكار تشبه الاستخبارات الخاصة في أمريكا، وهي مكاتب خاصة يعمل بها رجال شرطة أو جيش متقاعدين، يعملون على جمع معلومات يطلبها الأفراد عن أشخاص لم يستطيعوا الحصول عليها من النيابة العامة، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب تدخل في الحياة الشخصية، فإذا كان الشخص شاكا في شريك حياته يتركه أفضل من التعامل معه بهذا الأسلوب.

وأوضح أن هذا الأسلوب غير قانوني في العموم، ولن يتم إلا بالحصول على تصريح من النيابة العامة، مشيرا إلى أن النية الآن طيبة، ومن الممكن أن يتم استخدام هذا الأسلوب لأغراض غير طيبة.