عبد اللطيف التلباني.. «النغم الحالم» سقط من ذاكرة الفن المصري.. شقيقته: الإعلام ظلمه وكانت هناك مؤامرات تحاك ضده.. لم يمت مذبوحا.. وإعداد ابنته وجبة طعام وراء مصرعهم (فيديو وصور)
"خليني على بالك، اللى روحى معاه، من فوق برج الجزيرة، إفرحوا ياحبايب، سك الشباك، خد الجميل" أغاني حفرت اسمها في تاريخ الطرب الاصيل، شدا بها الفنان عبد اللطيف التلبانى، الملقب بـ"النغم الحالم" إضافة إلى غناء العديد من الأغاني المشهورة في الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها واوبريت "شارع النغم".
يعتبر«النجم الوسيم» أحد أفضل المواهب الغنائية في تاريخ الفن المصري، لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي بخلاف غيره من أبناء جيله.
اسمه الحقيقى "عبداللطيف عبدالله عبدالرحمن التلبانى" وشهرته "عبد اللطيف التلبانى"، ولد في مثل هذا الشهر من عام 1936 بقرية العزيزية بمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، وأثارت واقعة وفاته في 10 يوليو عام 1989 برفقة زوجته وابنته حالة من الجدل داخل الوسط الفنى".
وانتقلت «فيتو»إلى قريته "العزيزية" ومنزل الذي شهد مولده والمقام على مساحة 200 متر تقريبا، والذي تعرض إلى الإهمال والنسيان بعد أصبح مكانا مهجورا تحاصره القمامة وتسكنه الحشرات والثعابين.
وتروي "أحلام التلبانى" شقيقة الفنان الراحل التي تقيم خارج القرية تفاصيل جديدة عن حياة شقيقها، وقالت إن شقيقها الراحل حصل على الثانوية العامة عندما كان عمره 13 عاما ليصبح بذلك أصغر طالب وقتئذ.
وتابعت: "بعدها عمل موظفا بالأوقاف وترك القرية وسافر الإسكندرية واستأجر سكنا، وانتسب لكلية الآداب والتحق بقسم التاريخ والآثار، وعمل مع فرق الغناء، ثم تعلم العزف عن طريق الملحن محمد المصري وتقدم للجنة اختبار الأصوات الجديدة وتم اعتماده مطربا في الإذاعة ثم قدمه جلال معوض في حفلات ليالي أضواء المدينة سنة 1960 وكان عمره وقتها وقتها 22 سنة، وقام بتأليف الأغاني والتلحين له عددا من عظماء الفن منهم عبدالسلام أمين وابن عمه محمد الموجى".
واستطردت: «أخويا عمل أغانى كسرت الدنيا خاصة "من فوق برج الجزيرة"، والتي غناها ابتهاجا بإنشاء البرج وبدأ الملحنين أمثال بليغ حمدى وحلمى أمين وفؤاد حلمى يعرضون عليه بعض الأغانى بعد اقتناعهم بموهبته، كما أن المنتجين بدءوا يتهافتون عليه ونظرا لصغر عمره وعدم درايته بالمجال خلوه يوقع عقود احتكار لإنتاج عدة أفلام يشارك في بطولتها، لكنهم خدعوه في النهاية وفرضوا عليه أدوارا أقل من مستواه زي «نمر التلامذة، حارة السقايين، غازية من سنباط»، للأسف غلطة عبداللطيف أن خبرته كانت ضعيفة وقتها، ولا يدرك المؤامرات التي تحاك ضد الفنانين».
وأضافت: «عبداللطيف غنى عدة أغانى وطنية للثورة، وذهب للجبهة أيام الحرب لرفع الروح المعنوية للجنود وقام بالغناء في ليالي أضواء المدينة، وعندما شعر بعض ضعاف النفوس والمنتفعين بخطورته على بعض المطربين حيث كان يتمتع بالوسامة والصوت الجميل علاوة على مواقفه الإنسانية مع بعض زملائه الفنانين والذين لم يطلبوا منهم ذلك، شنوا حربا ضده في محاوله لكسره وبالفعل نجحوا في ذلك عندما تم منعه من استضافته في ماسبيرو وفي البرامج والسهرات والمشاركة في الحفلات».
وأوضحت أنه عندما اشترك في إحدى المسلسلات تعرض لهجوم شديد، وكان هناك صحفي مجند نفسه لذلك وكانت معظم كتاباته باسم مستعار"نادية عابد" مما اضطر للسفر خارج مصر، وإقامة حفلات في دول الجزائر والمغرب وتونس ولبنان والكويت والعراق وليبيا وعمل أغانى حصرية لإذاعة لندن.
وأردفت:« برغم العقبات الصعبة التي واجهت شقيقي خلال عمله بالوسط الفنى إلا أنه لم ينس أهل بلده العزيزية، حيث كان يزور أهل قريته بين الحين والآخر ويقدم لهم بعض الخدمات، ونظم عمل حفل غنائي ضخم دعا إليه كبار المطربين أمثال فايزة أحمد وشريفة فاضل، وتم تخصيص دخله لصالح إنشاء مركز شباب العزيزية على مساحة فدانين ولم يحصل أي نجم على أجر مقابل ذلك تقديرا له».
وعن اللحظات الأخيرة قبل وفاته قالت أحلام التلباني: «قبل الحادث بعدة أيام شعرت بتعب شديد وذهبت لشقته الكائنة بشارع أحمد عرابي في المهندسين واصطحبنى معه لأحد الأطباء ودار بيننا حديث في الطريق حول استعدادته لآخر أغانيه وكانت من ألحان سيد مكاوى لكن المنية وافته قبل إتمامها.. وكانت آخر كلماته لي" بلغي إخواتك إني نازل البلد يوم العيد يا أحلام".
وتتذكر شقيقته يوم الحادث وقالت: «جالي اتصال بأن عبداللطيف توفي ومعه زوجته ونجلته وأصيبت بالصدمة وأجهشت في البكاء، وهرعت للمنزل حيث وجدنا أخى جثة في حجرة النوم ونجلته داخل المطبخ وبابه مفتوح وزوجته في الصالة حيث أصيبوا باختناق بالغاز، بينما كانت تحاول ابنته "شيماء" إحضار طعام داخل الفرن حيث كانت الشقة مغلقة تماما والتكييف مفتوح».
وأشارت إلى أن والدة الفنانة شهيرة سمعت أنين النزاع الأخير لهم، وكانت تعتقد أنها مجرد مشادة زوجية، وتابعت: «حارس العقار اكتشف الواقعة بعد مرور 3 أيام، وكل ما قيل حول أن الحادث جنائي وأن أخى وأسرته تعرضوا للذبح كلام كذب وأخى ظلم إعلاميا».
وقال محمود بدوي، أحد أقاربه إن عبداللطيف ينتمى لعائلة بسيطة متدينة، والده كان يعمل ناظر مدرسة ابتدائي ووالدته ربة منزل وأشقائه وعددهم عشرة "5 أولاد و5 بنات" معظمهم حاصل على شهادات علمية رفيعة بينهم عبداللطيف الذي حصل على ليسانس آداب قسم آثار وتاريخ، وتم اكتشافه على يد "حافظ عبدالوهاب" مكتشف العندليب الأسمر في إذاعة الإسكندرية، حيث بدأت رحلته الفنية وانطلقت داخل وخارج مصر.
وأضاف: "نبأ وفاته هو وزوجته ونجلته حالة من الصدمة لأهالي قريته والجمهور والوسط الفني وشقيقته الراحلة الحاجة فايزة وابنها حمدى وآخر،عندما ذهبوا لشقته السكنية وجدوه جثة هامدة دون معرفة أسباب ماحدث".