رئيس التحرير
عصام كامل

الفساد عن بعد!


خبر صغير عن مسئول كبير بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد يكشف تحويله إلى المحاكمة بعد القبض عليه! تفاصيل الخبر تقول إن سبب القضية هو فساد مارسه المسئول المقصود.. ولكن ما هو الفساد الذي جرى؟


الفساد هو عمليات بيع للهيئة مارسها المسئول لبعض المشتريات من شركته الخاصة! وإلى هنا فهذه هي المشكلة لكن ليس هذا هو المدهش.. المدهش أن عمليات البيع كما قرأنا الأرقام تحمل إيصالا يزيد بقليل عن 11 ألف جنيه، وآخر بما يزيد قليلا عن 8 آلاف جنيه، وهكذا بعض الإيصالات التي لا يزيد مجموعها عن 2 إلى 30 ألفا على الأكثر! 

فهل هذا رقم يستحق بسببه أن يجازف مسئول في هيئة علمية مهمة بمستقبله وسمعته ومستقبل وسمعة أبنائه وأسرته؟.. إلا أن يفكر هؤلاء في مصيرهم قبل شروعهم في تجاوزاتهم؟

لا نقول ذلك لنبرر جرائم الفساد الكبيرة طبعا، وإنما يدهشنا أن الفساد أصبح غاية في ذاته فيما يبدو.. نمارسه لنمارس التجاوز والسلام وكأنه هدف في ذاته، أو أن البعض يشعر أنه أمام نهيبة كبيرة عليه أن يأخذ منها ما يقدر عليه. في جنون لا مثيل له بين عدد من مسئولي الأجهزة التنفيذية والإدارية تعودوا عليه طوال سنوات طويلة دون إدراك أن الزمن تغير والحال تبدل، وأننا في ظل دولة تواجه الفساد بكل قوتها، وأن رجال أجهزتها الرقابية تعرف المفسدين حتى عن بعد!
الجريدة الرسمية