لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يفجر أول صراع في «اتحاد القرضاوي».. محمد الصغير يحرض قطر على أحمد الريسوني بسبب إشادته بوثيقة الأخوة الإنسانية.. وباحث: جماعات مسكونة بالتكفير وترفض الاعتدال
فجر لقاء شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، الذي أثمر عن توقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية» قبل أسبوعين، وأشاد بها العالم أجمع، صراعًا شرسا بين رموز "مجلس القرضاوي" المعروف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكشف الخلاف العلني في تأييد ورفض الوثيقة، أن تركة "يوسف" ستنفجر قريبا، في ظل الصراع على كرسيه، من أطراف عدة، ترى في نفسها الأهلية لتولي المنصب.
طمع «الصغير»
البداية كانت من محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف الأسبق، ونائب رئيس حزب البناء والتنمية، والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية، الذي هاجم بشدة أحمد الريسوني، الرئيس الحالي للاتحاد، بسبب إشادة الأخير بالوثيقة، واعتبارها في صالح الإسلام والمسلمين.
"الصغير" تلقف الشهادة، وزايد على الريسوني، لينبه السلطات المعنية في قطر، صاحبة قرار تزكية القيادي الإخواني المغربي على حسابه، أن خليفة «القرضاوي» يسهم في تلميع السياسة الإماراتية، بسبب افتقاده للحصافة السياسية، والخبرة المطلوبة في فهم كيف يتحدث، ومتى.
اعتبر الصغير أن السياسة لا تنسلخ عن الدين، وفي ظل مواقف الإمارات المعادية لتيارات الإسلام السياسي، ورفضها لسياسة قطر، الداعم الأول للإسلاميين في المنطقة، كان يتوجب على خليفة القرضاوي، ألا يستقيم مع مواقفها السياسية، ولا يؤيدها حتى لو كانت في «صالح الدين» بحسب رأي «الريسوني»، الذي يترأس الاتحاد القطري الموازي للأزهر، ويجلس على مقعد القرضاوي، صاحب الأسبقية في تكييف مواقف الاتحاد مع السياسة القطرية.
لمحة تاريخية
لطالما خرجت جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها بآراء تخالف إجماع علماء الأمة، في أي محاولة للانفتاح على الآخر، وخاصة رموز الكنائس الكاثوليكية، وسبق لها التنديد بزيارة البابا فرانسيس، خلال زيارته لمصر العام الماضي، واستهجنت الحفاوة المصرية بالبابا وتأمينه في شوارع القاهرة، مما أثار الغضب ضدها، واضطر الحساب الرسمي لحزب الحرية والعدالة المنحل إلى حذف هجومه على البابا، لتجنب المزيد من الشتائم وموجات الغضب والتبليغات ضده.
دشنت الجماعة آنذاك، هاشتاجا على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت فيه فرانسيس «بابا الإرهاب»، وكما ينتقد الصغير موقف الأزهر الآن وهو القيادي بالجماعة الإسلامية، كانت الجبهة السلفية في مصر، تشارك الإخوان في تشويه زيادة البابا فرنسيس لمصر، وتنشر صور البابا خلال اللقاء كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، أمام حشد من دعاة الأزهر، بتعليقات دينية، تفيد بتكفير الآخر.
عنصرية الإخوان، وصلت إلى وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الذي هاجم الجماعة بسبب وصفها لفرانسيس بـ«بابا الإرهاب»، مؤكدا أنهم يتسترون على جرائم داعش، ويبرئون الجناة، ويشجعون الإرهاب باختلاقهم ادعاءات مبالغ بها حول الحكومة المصرية.
عقد نفسية
يرى أحمد الموكلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن المصطلحات والأدبيات، التي نظّرت إليها جماعة الإخوان، كالحاكمية، والمجتمع الجاهلي، وجاهلية القرن الـ20، أحدثت خللًا وازدواجًا في التركيبة العقدية والنفسية لدى كثير من الشباب الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية، وفصلتهم عن هويتهم الدينية والثقافية والاجتماعية بحسب وصفه.
وأوضح أن التيارات الدينية الموالية للإخوان، من أعضاء وقادة هذه الجماعات، رغم انخراطهم في المجتمعات، لكنهم في واقع الأمر، يكفرون المخالف لهم، مؤكدًا أن هذه الجماعات أصبحت مسكونة بهذه النظرية، التي تجذرت داخلها مهما حاولت التظاهر بالاعتدال، حسب وصفه.