بريطانيا والتنظيم الدولى للإخوان!
إحدى المفاجآت التي يتضمنها كتاب التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين تتمثل في أن التنظيم الدولى للإخوان الذي أسسه القيادى الإخوانى "سعيد رمضان" تم تحت رعاية البريطانيين والأمريكيين، لأن مؤسسه كان عميلا قديما لكل من المخابرات البريطانية والأمريكية!
ويقول الكتاب إن الإخوان الذين هربوا من مصر في الخمسينيات بمساعدة المخابرات الأمريكية، وجدوا ملاذا آمنا لهم في السعودية، وقد سمحت لهم مؤهلاتهم اليمينية المحافظة أن يندمجوا سريعا في المجتمع السعودي، وارتفع البعض منهم لمناصب النفوذ في مجال العمل المصرفى والتعليم..
وسرعان ما حذا إخوان سوريا والعراق حذو إخوان مصر في الهروب من النظم القومية فيها إلى أوروبا، وبدأ هؤلاء الإخوان المنفيون يقيمون شبكات، ويشكلون فرعا دوليا في ميونخ يديره "سعيد رمضان" القيادى الإخوانى المصرى، الذي أنشأ عام ١٩٦١ مركزا إسلاميا في جنيف عمل مقر قيادة دولى للإخوان.. وبحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضى كانت المخابرات المركزية قد بدأت هي الأخرى في تمويل الإخوان بالاشتراك مع شركة "أرامكو" الأمريكيةً للنفط.
وخلال عقد الستينيات انتقل الآلاف من الإخوان إلى أوروبا، وخاصة ألمانيا، وأنشأوا تدريجيا شبكة واسعة محكمة التنظيم من المساجد والمؤسسات الخيرية.
ويشير مؤلف الكتاب إلى أن "سعيد رمضان" قد جندته وكالة المخابرات الأمريكية وإدارة المخابرات البريطانية في الخمسينيات، ومن الوثائق التي رفعت عنها السرية في المحفوظات السويسرية أن المخابرات السويسرية كانت تشمل بعين العطف آراء "سعيد رمضان" المعادية للشيوعية، لأنها كانت تعرف أنه عميل للمخابرات الإنجليزية والأمريكية.
كما يقول المؤلف أيضا نقلا عن بعض المصادر إن وكالة المخابرات المركزية حولت عشرات الملايين من الدولارات إلى "سعيد رمضان" في الستينيات.. وظلت هذه العلاقة بين "رمضان" وكل من المخابرات الأمربكيةً والبريطانية حتى موته في سويسرا عام ١٩٩٥.