الطريق إلى رئاسة الاتحاد الأفريقي!
ليس سهلا أن تتحول مصر خلال أربع سنوات من فرض العقوبات عليها من الاتحاد الأفريقي بسبب ثورة 30 يونيو إلى رئيس للاتحاد الأفريقي نفسه! خصوصا وأن أفريقيا القارة باتت مرتعا لمطامع كل دول العالم، ومنهم من يعرف أن مصر في أفريقيا يعني ضياع مجهود البعض بذلك، ليكون له موقع قدم في القارة السمراء!
30 % من زيارات السيسي للعالم، والتي تخطت التسعين إلى أفريقيا، فضلا عن استقباله لمعظم قادة القارة، وزيارات المهندس محلب لأفريقيا التي حقق فيها اتفاقات مهمة وحضورا كبيرا أكثر أهمية، إلى حد أن مصر تتدخل الآن لبناء مؤسسات شعبية قريبة من الأهالي في تلك البلدان، كوحدات صحية مجمعة، وهذا النوع من المشروعات يقرب أصحابها تلقائيا إلى مصر!
استطاعت مصر وبخبرة كبيرة من الدبلوماسية المصرية تحويل الصراع حول سد النهضة إلى تعاون، وانعكس ذلك كله على علاقات مصر بدول حوض النيل كلها، وليس فقط إثيوبيا ولا السودان، كما دعمت مصر قضايا القارة السمراء في كل المحافل، ولم تخل خطابات الرئيس السيسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة من استعراض قضايا أفريقيا وتبنيها والدفاع عنها، وتقديم حلول لها على المديين القصير والبعيد، وفي التواجد المصري في أفريقيا تم تعويض غياب شركة النصر التي كانت همزة الوصل مع مفاصل أفريقيا في الستينيات بتواجد قوي ومكثف وفاعل لشركة المقاولون العرب، لم يكن سد تنزانيا أول عقودها المهمة بل سبقته عقود أخرى مهمة!
مصر تسترد أفريقيا بقوة.. ولم يكن ذلك لا ضربة حظ ولا من محاسن الصدف.. بل كان بإرادة حقيقية لتعويض مصر ما فاتها.. ولم يزل أمامنا الكثير!