الشيخ أحمد تركي يكتب: استغفروا ربكم
أيا مَنْ مزَّقه القلق، وأضناهُ الهمُّ، وعذَّبّهُ الحزنُ، عليك بالاستغفار فإنه يقشعُ سحبَ الهمومَ ويزيلُ غيومَ الغموم، وهو البلسم الشافي، والدواء الكافي.
هل تريد راحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟
عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} [هود: 3].
هل تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والأوصاب ؟
عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن ؟
عليكم بالاستغفار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال:33].
هل تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟
عليكم بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10ـ12].
هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟
عليكم بالاستغفار: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].
الاستغفار هو دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائمًا وأبدًا بقوله: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يغترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنه يقول: يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك، وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي، وغرتني نفسي الأمَّارة بالسوء، واعتمدت على سعة حلمك وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك.
فالآن جئتُ تائبًا نادمًا مستغفرًا، فاصفحْ عني، واعفُ عني، وسامحني، وأقل عثرتي، وأقل زلتي، وامحُ خطيئتي، فليس لي ربٌ غيرُك، ولا إلَهَ سواك.
يـا رب إن عظمت ذنوبي كثرة *** فلقد عـلمتُ بأن عفوكَ أعظمُ
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن *** فبمن يـلوذُ ويستجيرُ المجرمُ
مــا لي إليك وسيلــةً إلا الرضا *** وجميل عــفوك ثم أني مسلمُ
في الحديث الصحيح: (من لــزم الاستغفارَ جــعل اللهُ لـه من كل همِّ فـرجًا، ومن كل ضيقِ مخرجًا، ورَزَقَهُ من حيثُ لا يحتسب).
ومن اللطائف؛ كان بعض المعاصرين عقيمًا لا يولد له، وقد عجز الأطباء عن علاجه وبارت الأدوية فيه، فسأل أحد العلماء، فقال: عليكم بكثرة الاستغفار صباح مساء، فإن الله قال عن المستغفرين: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} [نوح :12]. فأكثرَ هذا الرجلُ من الاستغفار، وداومَ عليه فرزقه الله الذرية الصالحة.