عيون بهية !
عندما تشرفت في مطلع هذا الأسبوع بتلبية دعوتهن الكريمة لإلقاء محاضرة "كن النسخة الأفضل من نفسك" للمحاربات الفذّات في مؤسسة بهية، اللاتي يتميزن بعظيم الصبر والجلد والإرادة الحديدية على تحمل الابتلاء، وبمجرد أن دخلت إلى هذا الصرح الرائع الذي يفوح من كل ملليمتر من جنباته عبير النظافة والنظام والضبط والربط في أبهى صورها، تذكرت على الفور رائعة الفنان القدير الراحل محمد العزبي "عيون بهية"، وعندما اكتمل يومي في هذا الكيان العملاق أدركت أن في مصر "صروحًا متفردة" في العديد من المجالات، التي لو اقتدت بها الحكومة لتغير وجه الحياة على أرضنا المحروسة إلى أفضل وأحسن حال.
دروس مستفادة عديدة على جميع المستويات المهنية والإنسانية والأخلاقية هي حصيلة الوقت الذي ستقضيه داخل مؤسسة "بهية" للاكتشاف المبكر وعلاج سرطان الثدي، لأنها نموذج يحتذى بكل تأكيد للصروح الطبية غير الهادفة للربح، التي تقدم العلاج المجاني المتكامل (بجميع مراحله) للسيدات في صورة مبدعة تفوق أي خيال، وتعجز أي كلمات عن الوفاء بحقيقتها المهنية والإنسانية، ويكفي أن تعلم أن الكثير من "السيدات المحاربات" اللاتى أتم الله جل وعلا شفاءهن داخل هذا الكيان الملائكي السمات والصفات، يتطوعن بجهدهن ووقتهن بعد ذلك لصالح "المحاربات الجديدات" لكي يكن بجانبهن كتفًا بكتف، ولكي ينثرن في أجسادهن أرقى ألحان طاقات العزيمة والأمل.
أدعو كل مصري ومصرية، وكل عربى وعربية، إلى زيارة هذه القلعة المتفردة التي تبعث على الفخر والاعتزاز وتقديم كل الدعم الممكن لها في جميع المجالات، كما أدعو السيدة وزيرة الصحة، ولجنة الصحة بمجلس النواب إلى دراسة كيفية الاستفادة من المعايير المهنية والأخلاقية والإنسانية الرائعة المطبقة بمنتهى الاحترافية داخل "بهية" لكي تعمم (ولو تدريجيًا) على المنظومة الصحية بمصر، كما أرجو أن تقوم وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج في إطار دورها الوطني المتميز بتعريف رموز جالياتنا المحترمين المنتشرين في شتى أنحاء العالم بالدور الرائع الذي تلعبه "بهية" في حياة المصريين.
كل الشكر والتقدير والاحترام لتجربة "محاربات بهية" بجميع عناصرها المتفردة، التي هي بالتأكيد خير دليل وبرهان على مدى قوة وإرادة وتميز وعظمة المرأة المصرية على مر الزمان، وأرجو من الله العلى القدير أن يكثر من أمثالكن في كل شبر من أرضنا الطيبة.