رئيس التحرير
عصام كامل

بربارة سليمان.. «سيدة الكاتدرائية الأولى».. تفرض سيطرتها على شئون المقر البابوي.. واستعانت بـ«بودي جاردات» لفرض السيطرة.. تتقاضى مرتبا خياليا.. ومصادر داخل الكاتدرائية تكشف حقيقة ع

بربارة سليمان
بربارة سليمان

«انقلاب ناعم».. من هنا يمكن الحديث عن الإصلاحات التي أطلقها قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، داخل الكنيسة الأرثوذكسية، فـ«تواضروس» لم يتوقف كثيرًا أمام الأزمات التي ستعقب القرارات، حيث اعتاد دائما المضي قدمًا في طريقه، والاكتفاء بتقديم «توضيح» لقراراته، ومنذ جلوسه على كرسي مارمرقس الرسول لم يلجأ البابا إلى سياسة «التبرير».


المرأة.. أحد أعمدة الإصلاح التي أرساها البابا تواضروس، خلال السنوات الماضية، حيث منحها دورًا ملحوظًا في الشئون الكنسية كافة، ليس هذا فحسب، بل إنه استطاع أن يضع نماذج نسائية عدة في دائرة الضوء، والجدل أيضا، ولعل أبرزهن بربارة سليمان، مديرة المشروعات الباباوية والعلاقات الخارجية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

زيارة ماكرون
خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة لمصر، وتحديدًا اللقاء الذي جمعه بالبابا تواضروس الثاني، داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ظهر اسم «بربارة» مجددًا، غير إنه لم يكن بالظهور الإيجابي، في ظل الإجراءات الاستثنائية والقاسية التي فرضتها «سيدة المقر البابوي» خلال الزيارة، والتي كانت سببًا في شيوع حالة من الغضب بين غالبية الذين حضروا اللقاء.

ورغم أن الوظيفة الرسمية لـ«بربارة»، هي مديرة للمشروعات الباباوية والعلاقات الخارجية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلا أنه على أرض الواقع لا يمكن لأحد أن يرفع يدًا أو يضع قدمًا في الكاتدرائية دون علمها، كما أنها اعتادت تجاور البابا تواضروس في جميع جولاته، وخلال زيارة الرئيس الفرنسي للكاتدرائية، كانت حاضرة بقوة، تجدها بجوار البابا في جميع الصور التي التقطت.

الأقباط عرفوا اسم «بربارة سليمان»، بعد واقعة اعتداء أفراد الأمن المكلفين بتأمين الكاتدرائية على سائق «الأنبا رافائيل»، وكان وقتها سكرتيرا للمجمع المقدس، وهو ما أثار غضبهم نظرا للمحبة الشديدة التي يتمتع بها الأنبا رافائيل وسط الكنيسة.

وقتها أمر الأنبا رافائيل، بمغادرة المعتدين، وهدد أنه لو لم يرحلوا لن يدخل الكاتدرائية مرة أخرى، وقد كان وكثيرا ما اشتكى الأقباط من مضايقات الأمن الخاص بالكاتدرائية، كلما زاروها في المناسبات أو في الأيام العادية، بزعم أنه غير مسموح بدخول الأطفال.

مصدر بالكاتدرائية تحدثت إليه «فيتو» أكد أن «بربارة سيلمان»، هي التي استقدمت الـ«بودي جارد»، بزعم تأمين الكاتدرائية، وحفظ النظام بالمقر الباباوي، رغم أن الكاتدرائية مؤمنة بمعرفة رجال الأمن.

مصدر مقرب من المقر البابوي، كشف أن قداسة البابا تواضروس، استقدم بربارة سليمان، من البحيرة، حيث كانت تخدم معه منذ أن كان أسقفا هناك، قبل أن يصل إلى الكرسي البابوي، مشيرا إلى أنها تتمتع بثقة كبيرة لدى بطريرك الأقباط.

المصدر ذاته نفى أن تكون «بربارة»، ابنة شقيق البطريرك، كما زعم البعض، لكن قربها الشديد منه، جعل البعض يرجح ذلك، كما كشف أنها تتقاضى نظير عملها مبلغا كبير جدا، ومخصص لها أكثر من سيارة تابعة للكاتدرائية لنقلها.

وتابع: بربارة سليمان، هي المسئولة عن تحركات البطريرك، كما أنها تحدد من يزور البابا، وفي أحيانا تمنع البعض من لقائه، حيث إنها المتحكمة في كل كبيرة وصغيرة بالكاتدرائية.

يذكر أن البابا تواضروس أسند مناصب قيادية لـ«الجنس الناعم»، وهو ما لم يكن معمولا به من قبل في عهد البطاركة السابقين، ويعتبر هذا النهج جديدًا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

ويؤمن البابا أن المرأة أساس تقدم المجتمعات، والطريق الممهد إلى رقي الأمم، فمكانتهن في المجتمعات المختلفة مقياس تقدم الشعوب والأمم، ويعدد البابا تواضروس مهام المرأة في الكنيسة، التي كانت سابقا مهمشة، فيرى أنها تلعب العديد من الأدوار في الكنيسة، منها خادمات مدارس الأحد، وهذا كما يقول «دور كبير جدا»، المرأة أيضا تعتبر عضوًا أساسيًا في مجالس إدارة الكنائس المختلفة، بجانب ما تمارسه من أنشطة اجتماعية عديدة في الكنيسة. دور المرأة في الكنيسة لا يختلف كثيرا في دورها داخل الدير، فيوجد العديد من السيدات الراهبات في الأديرة، وهن مكرسات في الكنيسة، يساعدن في العديد من الأنشطة الاجتماعية كالتمريض في المستشفيات والتعليم في المدارس وفى دور الأيتام، وخدمة الكورال الخاصة بالترتيل أو الترنيم في الكنيسة.

توظيف المرأة
ويعرف البابا أن يوظف المرأة، لذا فرضن سطوتهن بسرعة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حتى إن البعض اتهمه باستبعاد الرهبان والأساقفة من السكرتارية، وإنشاء «سكرتارية نسائية»، ومنح البطريرك مهام كثيرة لـ«الجنس الناعم» في الكاتدرائية، ليس فقط المهندسة «بربارة سليمان»، التي تشغل منصب مديرة المشروعات الباباوية بالكاتدرائية، كما أنها مسئولة برامج بأسقفية الخدمات، إضافة إلى أنها مهندسة علاقات الكاتدرائية المرقسية مع الهيئات المختلفة. بل أيضا «إيريني وجدي».. هي الأخرى واحدة من اللاتي تشغلن مكانة كبيرة لدى بابا الكنيسة، فهي من مكتب سكرتارية قداسة البابا، وظهرت صورها خلال استقبل البابا تواضروس الثاني بالمقر الباباوي، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة كما يوجد أخريات.
الجريدة الرسمية