رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى محمود يكتب: المرأة الجميلة

مصطفى محمود
مصطفى محمود

من هي المرأة الجميلة.. وما هو الجمال؟ لقد كان مقياس الجمال إلى وقت قريب هو السمنة والبياض والجسم الطرى المتراخى.. ثم أصبح الآن قواما رشيقا وبشرة سمراء لفحتها الشمس.


كما يقول المثل الدارج "يا فلفل بالوقية يا جير بالقنطار"، وسوف يصبح الجمال بعد مائة عام صحة وثقافة وحرية وعضلات وعملا وإنتاجا، وفى سنة 2000 ربما أصبحت اليد التي تتهافت عليها القبلات هي اليد التي بها كاللو.

بهذه الكلمات بدأ الدكتور مصطفى محمود، مقاله عن الجمال بمجلة "صباح الخير" عام 1966 فيقول: لقد سبق أن كتبت أن الجمال يتحول بالتدريج من مجرد شكل إلى وظيفة فيصبح أجمل الأشكال هو أقرب الأشكال إلى أداء الوظيفى المطلوبة منه.

في العمارة كان أجمل الأشكال هرما هائلا تسكنه جثة فرعون.. لكنه الآن بيت بسيط بسكنه آدميون من الشعب، والصدر الناهد الذي تهتف حين تراه تقول ما أجمله.. سبب جماله كأمن في وظيفته، فهو الصدر الذي يستطيع أن يرضع طفلا.

وهذا يعنى في النهاية أن سر الجمال ليس في الشكل.. ليس في مجموع الخطوط والألوان الظاهرة ولكن في المضمون الخافى في داخلها.. في الوظيفة التي تؤديها بالنسبة لعقل الرائى ووجدانه وحياته كلها، ولهذا كانت المرأة الجميلة ليست هي المرأة الحلوة الشكل الساحرة التقاطيع، وإنما المرأة الجميلة هي التي أحس من رؤيتها ومن الاستماع إلى حديثها ومن تتبع سلوكها وأعمالها.. أن وظيفتها امرأة.. أن بها أنوثة ورقة وعاطفة.. بها شيء ناعم لا يبحث عن وظيفته في الابتذال، بل في إسعاد رجل وتربية طفل، ويكفى بعد هذا أن تكون مقبولة الشكل.. لتكون في نظرى جميلة.

إنى في حاجة إلى ثلاثة مقاييس عينى وحدها لا تكفى للحكم على امرأة بأنها جميلة وإنما قلبى وعقلى شريكان دائمان في لجنة التحكيم.
الجريدة الرسمية