رئيس التحرير
عصام كامل

عفوا أستاذ عصام.. هذه هي الفئة المسماة بالناصريين!


تحت عنوان "خطايا الزعيم" كتب أستاذنا وأخونا العزيز الأستاذ عصام كامل، قبل أيام، مقالا مباغتا لم نعرف مناسبته، كان يوم 26 يناير الماضى، وكان اليوم ذكرى حريق القاهرة!! وبدلا من تذكير الناس بالحدث المهين هاجم من أزال العهد الملكي برمته!


على كل حال.. الكثيرون لا يعرفون أن الود الذي بيننا وبين عصام كامل-مع حفظ الألقاب- ممتد لسنوات طويلة.. ومن العمل المشترك بصحف ومؤسسات سابقة.. وبيننا حوارات وساندويتشات وكل مظاهر العيش والملح.. وهنا يكون العتاب أوجب.. وتكون الدهشة أكبر.. فخلال السنوات الطويلة كان "كامل" يفرق دائما بين "جمال عبد الناصر" وبين قطاعات من الناصريين يتحفظ على مواقفها.. وكنا نتحفظ معه ونؤيده.. حتى وصفنا ذات مرة -مع زميل آخر مهاجر- بالناصري الليبرالي! أي الذي يقبل الآخر ويؤمن بالديمقراطية وبناء عليها فليسمح لنا بالرد التالي.

بدأ المقال بجملة "تصر الفئة المسماة بالناصريين" ولأنني واحد من هؤلاء نقول وقد يستغرق المقال كله الرد على هذه الجملة: هذه الفئة المسماة كذلك يمتد اتساعها على كافة الأرض العربية بل وخارجها.. ففي مصر ينتمي إلى هذا التيار رموز شريفة فاعلة ومؤثرة.. يعرف هو كما نعرف أنهم أكبر من أي إحصاء أو حصر وذكر أسماء، منهم مثالا لا حصرا. 

سنتذكر أول وزيرة في تاريخ مصر الدكتورة حكمت أبو زيد، وأول قاضية مصرية المستشارة تهاني الجبالي، ومؤرخون كبار يتقدمهم الدكتور "عاصم الدسوقي"، وكذلك الدكتور "جمال شقرة" والأستاذ "محمد يوسف"، وكذلك مؤرخ العسكرية المصرية البارز "محمد الشافعي"، وذات يوم كانت أربع نقابات مهمة في مصر يتنقبها ناصريون، وهي المحامين، والصحفيين، والاجتماعيين، وأمين عام نقابة التجاريين الدكتور شريف قاسم.

وهذا التيار يضم أسماء صحفية لامعة ليس فقط عند فريدة الشوباشي، وجلال عارف، وأحمد الجمال، ومصطفى بكري، وحسنين كروم، وعادل السنهوري، وغيرهم، بل ممن رحل منهم مثل نقيب نقباء الصحفيين كامل زهيري، وأحمد بهاء الدين، ومحمود السعدني، بل ويشكلون نسبة كبيرة من عمومية نقابة الصحفيين كلها.

وفي الفنانين كان الراحلون الأربعة الكبار نور الشريف، وحمدي أحمد، ومحمد وفيق، وممدوح عبد العليم، ويبدع لنا أطال الله أعمارهم محمود يس، وفردوس عبد الحميد، والمبدع الكبير محمد فاضل، والنجم الكبير سامح الصريطي، وغيرهم.. وفي الشعر كان صلاح جاهين، وعدد كبير من الشعراء يتواصل إبداعهم أبرزهم جمال بخيت، ومن كتاب السيناريو لن نقول أسامة أنور عكاشة، بل هناك محسن زايد، وكرم النجار، ومحمد الغيطي. 

وفي الإخراج السينمائي من عاطف الطيب، والتليفزيوني إسماعيل عبد الحافظ، والمسرحي أبرزهم على الإطلاق سعد أردش، وكرم مطاوع.. وعن أساتذة الجامعة والأطباء والمثقفين والسفراء والعلماء وعن البرلمانيين والمحامين الكبار حدث بلا أي حرج، وإن كنا لا يمكن أن ننسى المفكر الكبير الراحل الدكتور جمال حمدان، وكل هؤلاء ليس منهم من تحالف مع الإخوان أو تعامل معهم بأي طريقة، وليس فيهم من هتف ضد جيش بلاده ولن يكون منهم من يهتف ضد جيش بلاده!

الناصريون في الوطن العربي لا يمكن حصرهم.. من وزير الدفاع اللبناني عبد الرحيم مراد، إلى الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي، والرئيس الموريتاني الأسبق مختار ولد دادة، إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني الدكتور عبد الملك المخلافي، والقيادي السوري الدكتور جمال الأتاسي، وشهيد الإرهاب في تونس محمد البراهمي! والقائمة طويلة جدا.. وبما يستحيل حصرهم فعلا لا مجازا..

ولذلك من يهاجمهم مصريا يخسر عربيا وهم من أكثر عشاق مصر وشعبها، وهم كإخوانهم المصريين -كأكبر تيار سياسي حقيقي لا ينقصه إلا وحدته- فاعلون في مجتمعهم محترمون ووطنيون مخلصون لأوطانهم أشد الإخلاص.

الأستاذ عصام كامل رئيس تحرير فيتو.. وانحيازه للقضايا العربية ثابت.. وهو من اختار مصطلح "العدو الصهيوني" للاستخدام في أخبار الصحيفة والموقع، ولن يجد حلفاء في مقاومة التطبيع والعداء لإسرائيل أقرب من الناصريين، وإصرارى للرد عليه وهو رئيس تحرير "فيتو"، يؤكد للجميع أن هناك اختلافا يمكن أن يتم على أرقي ما يكون.. ولا يمكنه أن يفسد للود أي قضية.. وإن ما ينقصنا في خلافاتنا أن نحترم بعضنا.. ثم أن نستمع لبعضنا.. فالحوار في ذاته قيمة ونشهد أن أغلب مقالاتنا دفاعا عن ثورة يوليو.. كانت هنا.. على هذا الموقع.. ولم يتم الاعتراض ولا الاحتجاج ولا الامتعاض ولا التحفظ على حرف واحد منها!

الجريدة الرسمية