رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا ووريث «البنّا»!


في أكتوبر ١٩٥١ اختار الإخوان مرشدهم الجديد، وهو القاضى السابق "حسن الهضيبي"، وهو كما يقول كتاب التاريخ السرى لتآمر بريطانيا مع الأصوليين، شخصية لم ترتبط علنا بالإرهاب، واشتهر بمعارضته لعنف (٤٥-١٩٤٩)، لكنه عجز عن السيطرة على الشيع المتصارعة في الجماعة.. وتحت قيادته جدد الإخوان دعوتهم للجهاد ضد البريطانيين، داعين لشن هجمات عليهم وعلى ممتلكاتهم، ونظموا مظاهرات ضد الاحتلال، وحاولوا دفع الحكومة لإعلان حالة الحرب مع بريطانيا.


ومع ذلك فإن الملفات البريطانية في ديسمبر عام ١٩٥١، التي رفعت عنها السرية تكشف أن المسئولين البريطانيين كانوا يحاولون ترتيب لقاء مباشر مع الهضيبي. وقد عقدت عدة لقاءات واجتماعات مع أحد مستشاريه، فرخانى بيه، وهو شخص كما يقول المؤلف، لا يعرف عنه الكثير، رغم أنه من الواضح أنه هو نفسه لم يكن عضوا في الإخوان.

ويضيف المؤلف قائلا إن البيانات المستمدة من الملفات السرية البريطانية تفيد أن الإخوان كانوا مستعدين تماما للقاء مع البريطانيين سرا، رغم دعواتهم العلنية لشن هجمات عليهم.

كما يضيف المؤلف أيضا أن الحكومة المصرية عرضت على الهضيبي رشاوى ضخمة لمنع الإخوان من ارتكاب مزيد من أعمال العنف ضد النظام، حسبما أوردت وزارة الخارجية البريطانية في ملفاتها السرية.. وهكذا توافقت السياسة البريطانية مع سياسات القصر تجاه جماعة الإخوان، وهى السياسات التي اعتمدت على منهج الاحتواء.. وقد استجاب الإخوان لهذه السياسات وتجاوبوا معها، حينما التقوا سرا بالبريطانيين.
الجريدة الرسمية