خالعات الحجاب و«الإخوان»
واجه عضو مجمع البحوث الإسلامية د.عبدالله النجار، محاولة الفتنة التي أطلت برأسها تزامنا مع اليوم العالمي للحجاب، بتأكيده لبرنامج "آخر النهار" أن "الحجاب واجب على كل مسلمة، والدلائل الإسلامية بشأنه واضحة في القرآن والسنة، والواجب يعاقب تاركه ويثاب فاعله، مشيرا إلى أن ارتداء الحجاب اختيار وليس بالإكراه. كما أن حملات السخرية منه مغرضة، والدعوة إلى خلع الحجاب آثمة، وعدم ارتداء أو خلع الحجاب يعاقب عليه الله فقط".
تفاعلت المطربة اللبنانية المحجبة "أمل حجازي" مع انتشار حملة تحرض وتشجع على خلع الحجاب، بأن طرحت استفتاء عبر حسابها في "إنستجرام" جاء فيه: "أثير جدل حول وجوب الحجاب للمرأة هل هو واجب في القرآن أم لا.. ما رأيكم؟!.
كما ردت "أمل" بذكاء عمليًا على محاولة الفتنة بأغنية "حجابك تاج" مصورة فيديو كليب، وغردت: "بمناسبة اليوم العالمي للحجاب أهديكم أغنيتي "حجابك تاج".. وأتمنى أن تؤثر إيجابًا على كل محجبة وغير محجبة وعلى كل مترددة في حجابها".
شهد استفتاء أمل حجازي مشاركة كبيرة، وأيد 88% من المشاركين أن الحجاب واجب على المرأة، ورأى 12% من المصوتين أنه غير واجب. فيما راجت الأغنية بين الكثيرين.
مؤسف أن تشهد مصر بلد الأزهر الشريف والقاهرة الفاطمية، حملة تحريضية لخلع الحجاب والسخرية منه دون أن تجد رد فعل على المحرضات الموتورات، فمن شاءت التخلي عن الحجاب فلتفعل دون أن تسخر مما فرضه الإسلام ولا تحرض الأخريات على السلوك ذاته.
أن تتباهى صاحبة كتاب "خالعات الحجاب والنقاب.. الثورة الصامتة" بتخليها عن الحجاب فهذا شأنها، وأن تحتفل بالصور مع مجموعة من خالعات الحجاب بتطيير غطاء الرأس فهي حرية شخصية، لكن توثيق صور احتفالهن في حدائق مدينة الرحاب استفز نساء المدينة، فأعربن عن رفضهن الربط بين خلع الحجاب ومدينتهن، خصوصا أن الكاتبة ليست من قاطنات الرحاب.
نشرت "سيدات مدينة الرحاب" تدوينة جاء فيها "الحجاب والنقاب حرية شخصية، لكن ليس من حقك التصوير في الرحاب والتباهى بالفواحش ويكون إعلان كتابك صورة مدينة الرحاب، ثم تستهترى بالحجاب ومن يرتدينه... كتابك يشجع على خلع الحجاب والنقاب، لكن ما دخل مدينة الرحاب لجعلها صورة الغلاف وتعمدك نسب الموضوع للسكان، منتهى العبث، وأنت لست من السكان".
ردت صاحبة الكتاب على ساكنات الرحاب ورافضي دعوتها التخلي عن الحجاب: "بدأ هجوم الجواري على صفحتي، وبالتحديد على صور رائداتي اللواتي قمن ببطولة غلاف كتابي خالعات الحجاب والنقاب، بعد هجمة استباقية من ذكور الوصاية والتبعية، يستنكرون علينا البهجة والفرحة الظاهرة في الصور، التي لا يعرفونها أسفل قبورهم الدماغية "الحجاب والنقاب"، ولا يرونها على وجوه نسائهم المتكفنات بالقماش كالأموات داخل الكفن!... المجد لحفيدات هدى شعراوي وسيزا نبراوي وصفية زغلول وقاسم أمين.. المجد لخالعات الحجاب والنقاب".
قد تكون صاحبة الكتاب الداعية للتخلي عن الحجاب غير ذات تأثير مقارنة بفنانات شهيرات ارتدين الحجاب واعتزلن التمثيل سنوات، وتحدثن كثيرا عن أنه "عزة وفخر وتاج المرأة" وانهن لم يعرفن السعادة الحقيقية إلا بعد اعتزال الفن وارتداء الحجاب.. انتقلت حياة الفنانات المحجبات من بلاتوهات التصوير إلى حلقات الدين ومجالس العلم وتوطدت علاقتهن بالجماعات الدينية لا سيما "الإخوان" بشكل يثير الشك والريبة، خصوصا من زارت منهن دول الخليج بدعوة من جمعيات إسلامية.
ظلت الأمور كذلك سنوات، ومن أرادت منهن العودة للأضواء اختارت تقديم البرامج الدينية أو تمثيل شخصيات إيجابية بالحجاب في أعمال تفيد المجتمع.. لكن تبدلت أحوال الممثلات المحجبات جذريا بعد سقوط حكم "الإخوان" وتأكدهن من انحسار قوة الجماعة وفقدان تأثيرها في الشارع.
بدأ حجاب الفنانات يقصر تدريجيا حتى تحول إلى قبعة، وتغير الحديث من أنه "عزة وفخر" إلى مجرد "غطاء رأس" وان "الإحتشام البدني والأخلاقي أهم من غطاء الرأس". فسر تخفف الفنانات تدريجيا من الحجاب وإعلان القناعة الجديدة، على أنه تمهيد للتخلي عن الحجاب، وبدا كمن تخلص من ضغط أزيح عن كاهله بعد سقوط "الإخوان"، خصوصا أن خصلات الشعر بدأت في التدلي عن عمد من القبعات مع لجوء إحداهن إلى "الشعر المستعار" في التمثيل.
كما تخلت أخرى عن النقاب وبعد أسابيع قليلة خلعت الحجاب وعادت إلى التمثيل وسط ضجة و"مناحة إخوانية" كي تعود إليهم كما كانت طيلة سنوات اعتزالها، ولم تهدأ الضجة "الإخوانية" إلا عندما هددت "الفنانة خالعة الحجاب والنقاب" بفضح المستور وما تعرفه عنهم صوتا وصورة!!..
ما يؤكد ارتباط حجاب الفنانات بالجماعة الإرهابية وان وراءه استفادة ما، ومع انتقاء الافادة تخلت الفنانات عن الحجاب وآخرهن من بررت بأنها بلغت السبعين ولم تعد مطمعا للرجال فتخلت عن الحجاب، والثانية التي اكتفت بنشر صورة بماكياج صارخ تمد فيها لسانها لمنتقدي خلعها الحجاب.
رحم الله الفنانات الكبيرات هدى سلطان ومديحة كامل وشادية، فالأولى التزمت بالحجاب في أعمالها وماتت عليه، بينما ابتعدت مديحة وشادية عن الفن تماما احتراما للدين حتى وفاتهما.. أما خالعات الحجاب فيجب البحث عن حقيقة علاقتهن بالجماعة الإرهابية وألا يمر الأمر مرور الكرام.