القاهرة – إسطنبول.. خطأ قاتل يحبط رحلة هروب «إخواني مصري»
قبل أيام كشفت عناصر جماعة الإخوان «الإرهابية» الهاربة إلى مدينة إسطنبول التركية، عن قيام السلطات هناك بترحيل أحد شباب الجماعة يدعى «محمد عبد الحفيظ» وتسليمه إلى القاهرة على خلفية صدور حكم بالإعدام في حقه لتورطه في قضية اغتيال النائب العام هشام بركات.
وحسب المعلن في وسائل الإعلام وصفحات عناصر الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى، فإن عبد الحفيظ تم توقيفه في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول في 17 يناير 2019، حيث أبلغ الجانب التركي بأنه معارض ومحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب.
واعتبر البعض أن قرار التسليم سابقة تاريخية في ظل توتر العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وذهب آخر إلى احتمالية تمثيل الواقعة بداية تخلى نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عن حماية عناصر الجماعة الهاربة والمدانة في عمليات إرهابية، وتسليمهم إلى السلطات المصرية في بادرة حسن نوايا لغلق صفحة الخلافات.
في المقابل حصلت «فيتو» على معلومات من مصدر قريب الصلة بالواقعة، تؤكد أن خطأ قاتلا تسبب في تسليم الإخواني الهارب، وليس كما عول البعض على تنسيق طارئ في العلاقات بين مصر وتركيا.
وبحسب المعلومات التي نقلها لنا المصدر، فإن محمد عبد الحفيظ وصل إلى تركيا من الصومال، بعد أن قدم على فيزا إلكترونية -هي لا تحق له أصلًا كمصري ولا يمكنه دخول تركيا بها- وتذكرة من مقديشو إلى القاهرة عبر «ترانزيت» إسطنبول.
وأكد المصدر أن المتهم في اغتيال النائب العام والذي حاول الهروب، فعل ذلك بالتنسيق مع أشخاص في مقديشو وإسطنبول، وكانت الخطة تقضي بألا يركب الشاب طائرة القاهرة العائدة من إسطنبول، ومن ثم يحاول دخول الأرض التركية، عبر دفع مبلغ من المال لأحد المسئولين في مطار أتاتورك، ولأسباب غير واضحة قد تكون عملية نصب أو استبدال الموظف الذي تم الاتفاق معه على الرشوة، لم يستطع الشاب الدخول، وحاول الهارب دفع المبلغ إلى أحد الضباط مقابل غض الطرف، إلا أن الأخير رفض قبول الرشوة وقام باعتقاله وأبلغ قياداته ووصلت التفاصيل إلى المخابرات التركية، فأوقِف الشاب لحين تحري معلومات دقيقة عنه.
ويضيف المصدر، عندما أبلغ الشاب الهارب الجهات الأمنية بانتمائه إلى جماعة الإخوان، وهروبه من القاهرة بهدف النجاة من حكم الإعدام، قامت السلطات التركية بالتواصل مع شخص يدعى "صابر أبو الفتوح" ينتمى لجبهة محمود حسين، تتواصل معه السلطات التركية ضمن عدد من الأسماء الأخرى للتنسيق بين أنقرة والجماعة ومعرفة الوافدين الجدد.
وتورط صابر أبو الفتوح في خطأ قاتل، حيث أبلغ الجانب التركى، أن الهارب محمد عبد الحفيظ، لا يتبع الإخوان، وينتمي لتيار الجهاد التكفيري، وفي نهاية المطاف في ظل تنصل قيادات الجماعة هناك من الشاب الهارب وضعته تركيا على أنه ممن لا يحق لهم الدخول إلى البلاد، وبحسب المعمول به على صعيد الإجراءات إما أن يعاد المسافر من حيث أتى، أو أن يستمر إلى وجهته التي قطع التذكرة لها –القاهرة.
بعد ذلك ومع ضغوط شباب الجماعة، حاولت قيادات إخوانية أخرى إنقاذ الموقف من خلال التواصل مجددا مع المخابرات التركية لإبلاغهم بانتماء الشاب إلى الإخوان، لكن كان قد فات الأوان وتم ترحيله على متن الطائرة المتجهة إلى القاهرة.