فايننشال تايمز: قطر تفرض سيطرتها على سوريا.. وتهيئ نفسها لحقبة ما بعد الأسد.. قطر تمول ثوار سوريا بـ3 مليارات دولار
ظهرت قطر كقوة دافعة وسط الصراع الدموي في العالم العربي، ومنحت ملايين الدولارات لتسليح الثوار السوريين، وتقوم بتهيئة نفسها الآن لكي تكون قوة أكثر تأثيراً في حقبة ما بعد الأسد، وما يؤكد علي ذلك فتحها سفارة لها في سوريا في ظل الصراع الدائر هناك.
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلي أن قطر الدولة الغنية أمدت الثوار بمليار دولار وفقا لمصادر دبلوماسية وتقدير الثوار السوريين ولكن الأشخاص المقربين من الحكومة القطرية أكدوا أن قطر أمدت الثوار بـ 3 مليارات دولار، مما يشير إلي استخدام قطر قوتها المالية لكي تضع بصماتها في سوريا وتضمن شبكة الولاء لها من الثوار السوريين لحقبة ما بعد الأسد.
بدوره نفى وزير الخارجية القطري "خالد عطية" هذه المعلومات حول تمهيد قطر لحقبة ما بعد الأسد، واصفا قطر بأنها دولة مزدهرة وناضجة ولن تنظر لهذه الأدعاءات علي الرغم من قلقها منها، مؤكداً أنه لا يوجد تنافس بين بلاده والسعودية، ونفي تماماً أن الدعم الذي تقدمه قطر للمعارضة ساهم في تقسيمها وإضعاف المؤسسات الوليدة.
وقال عطية أن كل خطوة اتخذتها قطر تمت بالتنسيق مع مجموعة أصدقاء الشعب السوري من الدول العربية والغربية ولم تكن أحادية الجانب،مضيفا"مشكلتنا في قطر هي أننا لا نملك أجندة خفية ولهذا السبب يعمد الناس إلى تلفيق واحدة لنا.
ووصفت الصحيفة قطر بالدولة الصغيرة ذات الشهية الضخمة، وهي أكبر مانح للمعارضة السياسية السورية، ومنحت أموالاً بسخاء للمنشقين السوريين بلغت 50 ألف دولار في العام للمنشق وأسرته وفقاً لبعض التقديرات، كما قدمت كميات هائلة من الدعم الإنساني للاجئين السوريين، ودفعة مقدارها 150 دولاراً للكثير من الثوار في محافظة حلب في سبتمبر الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن قطر تقوم بدور بارز علي نحو غير معهود بالنسبة لدولة تفتقر إلي الخبرة الدبلوماسية، وأن الأسرة الحاكمة في قطر ليس لديها تقارب أيدلويجي أو ديني مع الإسلاميين، ومع ذلك دعمت قطر جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس وفيما يبدو أن الحاكم القطري يرغب في الظهور بصورة الزعيم القومي كما كان جمال عبد الناصر.
وبالرغم من أن معظم جيران الدوحة في الخليج العربي معادية للاتجاه الإسلامي في المنطقة، والعائلة الحاكمة في قطر تشعر بالحرج من التناقضات للسياسة القطرية ولكن هناك مقولة يرددونها: "إذا جاءك الإعصار أركب فوقه ولا تدعه يضربك".
ورأت الصحيفة أن تدخل قطر في سوريا هو جزء من سعيها الحثيث للحصول على الاعتراف الدولي بأهمية دورها، والفصل الأخير من محاولتها لوضع نفسها كلاعب رئيسي في المنطقة، في أعقاب دعمها للمعارضين الليبيين الذين أطاحوا بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011.
وأضافت الصحيفة أن قطر كانت أكبر مصدر للأسلحة إلى سوريا وأرسلت أكثر من 70 شحنة جوية من الأسلحة إلى تركيا المجاورة خلال الفترة بين إبريل 2012 ومارس من العام الحالي-وفقاً لمعهد أبحاث السلام في ستوكهولم، الذي يتابع عمليات نقل الأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن "إليزابيث أوباجي"، محللة بالمعهد الأمريكي لدراسات الحرب، "يعمل القطريون من خلال أعضاء جماعة الأخوان المسلمين المنفيين في الخارج عندما أشتد القتال في سوريا، لتحديد فصائل المعارضة، التي يجب دعمها مثل كتائب الفاروق وهي أقوي فصيل في المعارضة".
وأضافت الصحيفة أنه من الصعب تحديد فصيل بعينه يتلقي تمويل من قطر فقط حيث تتلقي جماعة أحفاد الرسول وهي جماعة تم تكوينها من جماعات مسلحة عديدة تتلقي تمويل من كل من قطر والسعودية وبالرغم من ذلك فإن بعض المتلقين للدعم القطري لايعلمون بالدور القطري حيث نقلت الصحيفة عن مقاتل بجبهة التوحيد بريف حلب قوله: "قطر مثل بقية دول العالم وعدتنا بالتسليح ولكن لم تنقله، وأن ما يملكه المقاتلون من أسلحة الآن تم الإستيلاء عليه من قواعد للجيش النظامي".
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة تشرف علي نقل الأسلحة إلي سوريا من خلال إنشاء غرفتين للعمليات واحدة داخل تركيا والاخري في الأردن تم أنشاؤها مؤخرا، وفي كلتا الغرفتين مندوبين من أكثر من عشر دول بينهم مسؤل أمريكي سابق يقوم بدور منسق.
وأضافت الصحيفة أن قطر تأتي في المركز الثاني بعد السعودية في تمويل المعارضة بالأسلحة حيث تمتلك الرياض شبكة أكثر تطورا لتمويل الأسلحة وتعمل مع الأردن لتزويد المعارضة في جنوب سوريا وهي جماعات ليست لها صلة بجبهة النصرة.